إرشاد العباد إلى استحباب لبس السواد - السيد ميرزا جعفر الطباطبائي الحائري - الصفحة ٨
ونشأ منشأ عجيبا بحيث قد حير ذكائه وجودة فهمه وسرعة انتقاله أساتذة العصر الخ.
فقرء المبادئ الأولية من النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان حتى فاق الأمائل والأقران.
ثم قرء السطوح العالية والمتون الراقية عند علماء عصره وفضلاء بلده: وبعد الفراغ منها أخذ في الحضور على علماء علك البلدة المقدسة الأعيان وفقهائها الأركان حتى تألق نجمه وعلا ذكره وصار ممن يشار إليه بالبنان من بين الفضلاء الأقران.
ومن ثم اشتاقت نفسه الشريفة إلى الارتقاء إلى المراتب العالية والدرجات السامية فهاجر إلى عاصمة الشيعة، ومركز فطاحل علماء الشريعة مترددا إلى أندية الفحول يكرع من مناهلهم العذبة من المعقول والمنقول حتى صار من أبرز أساتذة الفقه والأصول.
ولما حصل على شهادات الاجتهاد الذي هو أبعد من طول الجهاد من أساتذته الأمجاد رجع إلى وطنه ومسقط رأسه وبلد أنسه كربلاء المقدسة.
وأخذ في التأليف والتصنيف وقضاء الحاجات وفصل الخصومات حيث صار واحد مراجع عصره وأعلام زمانه ورؤساء أوانه والكل قد أذعنوا له بالتقدم والتفوق على أمثاله وأقرانه.
ولعمري لقد ألقت الأمة زمام الأمر عليه وانثالت بالرجوع والتقليد إليه فقام رحمة الله بأمورهم أحسن قيام وأدى وظيفته الشرعية على أكمل وجه وأتم نظام فجزاه الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء وحشره مع أجداده الطاهرين في دار السلام.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»