قال: نعم، قال: فهل أبان الله ذلك إذ كانت السكينة وكان المشارك فيها واحد كما أنزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في جماعة، فخصت الرسول وعمتهم حيث قال: (فأنزل الله سكينته على رسول والمؤمنين) (1) فأبانها له كما أبانها لهؤلاء وإنما قال الله تعالى وأيده.
قال الحروري: قوموا قد أخرجه عن الإيمان، قال: أنا لم أخرجه ولكنك أنت أخرجته، قال: أنت تقول أنا أخرجته، قال: يا حروري بل أخرجته وهذا كتابنا ينطق، قالت الجماعة: اثنين يا حروري، قال أبو جعفر: وأما الصلاة فلعمري إنكم تقولون ما استتمها حتى خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخرجه وتقدم فصلى بالناس فإن كان قدمه للصلاة وعددتم ذلك له فضلا فقد كان خروجه إلى الصلاة وإخراجه من المحراب له نقصا ولعمري لقد كان فضلا لو كان هو الذي أمره بالصلاة وتركه على حاله ولم يخرجه منها.
قال الحروري: فلم يخرجه بل صلى بالناس، قال: فهل كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خلفه أم أمامه؟ قال: بل أمامه ولكن كان هو المكبر خلفه. قال: فمن كان أمام الناس في تلك الحال؟ قال: رسول الله إمام لأبي بكر وللناس جميعا، قال: فإنما منزلة أبي بكر بمنزلة الصف الأول على سائر الصفوف، مع أن هذه دعوى لم تدعم. ثم أيضا ما المعنى الذي أوقف أبا بكر في ذلك الموقف؟ قال: يرفع صوته بالتكبير ليسمع الناس.
قال: لا تفعل تقع في صاحبك وتكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قالت الجماعة: وكيف ذلك؟.. قال: لأن الله تعالى يقول: (لا ترفعوا أصواتكم قوق صوت النبي) (2). وقال (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم) (3). فهي أن ترفع الأصوات فوق صوته وأمره أن يرفع