التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ٦٤
فصل قوله تعالى: (قل كل من عند الله) (1) أي الخصب والجدب والشدة والرخاء، لان سبب النزول ما كان من تطير هم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما قوله تعالى: (ماء أصابك من حسنة فمن الله) (2) فنسبها إليه تعالى، لما كان الحسنة قد يكون ابتداؤها منه تعالى.
وأما قوله تعالى: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) (3) لما كان هذه آية من آيات الله، ومعجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه لم يبق منهم أحد إلا ودخل في عينيه شئ، ولو قسم ذلك التراب على كل نفر منهم لم يكن يبدأ على عشر عشرهم، فما كان هذا خارجا عن طوق البشر، خص الله ذلك من أفعال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت أفعال النبي صلى الله عليه وآله وسلم منه لامن الله تعالى، إلا ما أخرجه وخصه دليل خارجي، كهذه الآية أخرجت هذا الفعل العجيب.
ويجري مجراها قوله تعالى: (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم) (4) أي هو الذي خذلهم، وأدخل الفشل عليهم والوجل، أو أن القتل الذي نفاه الله عنهم هو قتل لم تباشره أيديهم، وإنما باشرته أيدي الملائكة ، وإنما نسب إلى الله لان الملائكة قتلوهم بأمره وارادته.

1 النساء (78).
2 النساء (79).
3 الأنفال (17).
4 الأنفال (17).
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»