السائب، عن ميمون، عن شيبان بن مخرم، قال - وكان عثمانيا يبغض عليا! - قال: رجع مع علي من صفين، قال: فانتهينا إلى موضع، قال: فقال:
ما يسمى هذا الموضع؟ قال: قلنا: كربلاء قال: كرب وبلا، قال: ثم قعد على رابية، وقال:
يقتل هاهنا قوم أفضل شهداء على وجه الأرض لا [46 / ب] يكون شهداء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلت: بعض كذباته ورب الكعبة!
قال: فقلت لغلامي - وثمة حمار ميت -: جئني برجل هذا الحمار فأوتدته في المقعد الذي كان فيه قاعدا.
فلما قتل الحسين قلت لأصحابي: إنطلقوا ننظر، فانتهينا إلى المكان وإذا جسد الحسين على رجل الحمار، وإذا أصحابه ربضة حوله.
277 - قال: أخبرنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن سليمان، قال: حدثنا أبو عبيد الضبي، قال:
دخلنا على أبي هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي، وهو جالس على دكان وله امرأة يقال لها: حردا، هي أشد حبا لعلي وأشد لقوله تصديقا.
فجاءت شاة فبعرت، فقال: لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثا لعلي، قالوا:
وما علم علي بهذا؟
قال: أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلاء فصلى بنا علي صلاة الفجر بين شجرات ودوحات حرمل ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمه، ثم قال: أوه، أوه، يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب.
قال: قالت حرداء: وما تنكر من هذا؟ هو أعلم بما قال منك، نادت بذلك وهو في جوف البيت.
278 - قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا عبد الجبار بن عباس، عن عمار الدهني، قال:
مر علي على كعب، فقال: إن من ولد هذا لرجل يقتل في عصابة لا يجف