وقال أبو زيد: هي مشية شبيهة بالختل ومشى المثقل. وذكر الأصمعي في صفة مشى الخيل الدألان مشى يقارب فيه الخطو ويبطأ (1) فيه كأنه مثقل، والدئل: دويبة شبيهة بابن عرس، قال كعب بن مالك الأنصاري رضي الله تعالى عنه في جيش أبي سفيان الذين وردوا المدينة في غزوة السويق وأحرقوا النخيل ثم انصرفوا (من المنسرح):
جاءوا بجيش لوفيس معرسه * ما كان إلا كمعرس الدئل عار من النسل والثراء ومن * أبطال أهل البطحاء والأسل قال ثعلب: لا نعلم اسما جاء على فعل غير هذا، قال الأخفش: وإلى المسمى بهذا الاسم نسب أبو الأسود الدؤلي إلا أنهم فتحوا الهمزة في النسبة استثقالا لتوالى كسرتين مع ياءى النسب، كما ينسب إلى نمر نمري، وربما قالوا أبو الأسود الدولي، بلا همز، قلبوا الهمزة واوا لان الهمزة إذا انفتحت وكانت قبلها ضمة فتخفيفها أن تقلبها واوا محضة، كما قالوا في مؤن مون، انتهى.
وإنما قيل لها غزوة السويق لان أبا سفيان قبل إسلامه رضي الله عنه لما غزا المدينة في مائتي راكب بعد غزوة بدر فحرق بعض نخل المدينة وقتل قوما من الأنصار خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه حتى بلغ موضعا يقال له قرقوة الكدر فقر أبو سفيان، وجعل أصحابه يلقون مزاود السويق يتخففون للفرار، فسميت غزوة السويق وقوله " لو قيس معرسه " هو من القياس والتخمين، والمعرس - بضم الميم وفتح الراء - مكان النزول من آخر الليل، والأشهر فيه معرس - بتشديد الراء