شر من صاحبكم ولكن الله يعظكم أي وفي رواية إن الله أحب أن يريكم تعظيم حرمة لا إله إلا الله أي حرمة من يأتي بها ولفظ الأرض له يردا ما قيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر له بعد دعائه عليه إلا أن يكون المراد استغفر له بعد موته ويوافقه ما في بعض الروايات أراد الله أن يجعله موعظة لكم لكيلا يقدم رجل منكم على قتل من يشهد أن لا إله إلا الله أو يقول إني مسلم اذهبوا به إلى شعب بني فلان فادفنوه فإن الأرض ستقبله فدفنوه في ذلك الشعب فيجوز أن يكون استغفر له حينئذ وقيل إن الذي لفظته الأرض غير محكم لأن محكما مات بحمص أيام ابن الزبير رضي الله تعالى عنه الذي لفظته الأرض اسمه فليت سرية خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه إلى العزى أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بين فتح مكة الوليد في ثلاثين فارسا من أصحابه إلى العزى وهو صنم كان لقريش وكان معظما جدا وفي لفظ العزى نخلات أي سمرات مجتمعة لأنه كان يهدي إليها كما يهدي إلى الكعبة لأن عمرو بن لحى أخبرهم أن الرب يشتى بالطائف عند اللات ويصيف عند العزى فلما وصل إلى محلها أي وكان بناء على ثلاث سمرات فقطع السمرات وهدم ذلك البناء ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فقال له هل رايت شيئا قال لا قال فارجع إليها فرجع خالد وهو متغيظ فجرد سيفه فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس أي شعر رأسها منتشر تحثو التراب على رأسها فجعل السادن يصيح بها أي يقول يا عزي عوريه يا عزيه خبليه فضربها خالد فقطعها نصفين أي وهو يقول * يا عز كفرانك لا سبحانك * إني رأيت الله قد أهانك * ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم تلك العزى
(٢٠٨)