رهبة. فإذا بقي عقاربه وأصدقاؤه على المذهب الأول لم ينكر ذلك، بل يحبهم ويودهم في الباطن. لأن المذهب كالوطن، والنفس تحن إلى الوطن، إذا لم تعتقد أن المقام به محرم.
* فلهذا يوجد كثير ممن أظهر الإسلام من أهل الكتاب لا يفرق بين المسلمين وأهل الكتاب.
* ثم منهم من يميل إلى المسلمين أكثر، ومنهم من يميل إلى ما كان عليه أكثر. ومنهم من يميل إلى أولئك من جهة الطبع والعادة، أو من جهة الجنس والقرابة والبلد، والمعاونة على المقاصد. ونحو ذلك.
* وهذا كما أن الفلاسفة ومن سلك سبيلهم من القرامطة (1) والاتحادية (2) ونحوهم، يجوز عندهم أن يتدين الرجل بدين المسلمين واليهود والنصارى.
ومعلوم أن هذا كله كفر باتفاق المسلمين.
* فمن لم يقر باطنا وظاهرا بأن الله لا يقبل دين سوى الإسلام (3)،