الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات) - كميت بن زيد الأسدي - الصفحة ٢٦
ولا السانحات البارحات عشية * أمر سليم القرن أم مر أعضب (1) ولكن إلى أهل الفضائل والنهى * وخير بني حواء والخير يطلب (2) إلى النفر البيض الذين بحبهم * إلى الله فيما نالني أتقرب (3) بني هاشم رهط النبي فإنني * بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب (4) خفضت لهم مني جناحي مودة * إلى كنف عطفاه أهل ومرحب (5) وكنت لهم من هؤلاك وهؤلاء * مجنا على أني أذم وأقصب (6)
1 السانح من الظباء والطير الذي يجئ من يسارك فيوليك ميامنه والبارح ما يجئ من ميامنك فيوليك مياسره. وأهل الحجاز يتشاءمون بالسانح وأهل نجد يتشاءمون بالبارح. والناطح ما يستقبلك. والعقيد ما يجئ من خلفك. وسليم القرن الذي يتيمن به. والأعضب المكسور أحد القرنين وهو مما يتشاءم به.
2 يقول: لم أطرب شوقا إلى البيض الحسان ولم يلهني البنان المخضب ولكن طربي إلى أهل الفضل والشرف وهم بنو هاشم.
3 النفر البيض يعني: بني هاشم والبيض جمع أبيض يريد نقاء العرض من الدنس.
4 هاشم بن عبد مناف بن قصي ينتهي نسبه إلى النضر بن كنانة أبي قريش وهاشم جد رسول الله عليه السلام ومنه تفرعت بنو هاشم.
5 أي لينت لهم جانبي بالمودة والعطف. وإلى كنف: أي مع والكنف الناحية.
وأهل ومرحب أي قابلتهم على الرحب والسعة.
6 لهم أي لبني هاشم ومجنا: أي أدافع عنهم بلساني مثل المجن وهو الترس.
وقوله من هؤلاك وهؤلاء: إشارة إلى من ناصب عليا العداء من الخوارج وهم:
الحرورية والمرجئة أما الحرورية فهم الذين خرجوا على علي حين جرى أمر الحكمين واجتمعوا بحروراء وكان أول اجتماعهم به وهو موضع بظاهر الكوفة. وأما سبب خروجهم فإنهم قالوا: أخطأ علي في التحكيم إذ حكم الرجال وقالوا: لا حكم إلا لله وقد كذبوا عليه في أنه حكم الرجال. وليس ذلك صدقا لأنهم هم الذين حملوه على التحكيم. فضلا عن أن تحكيم الرجال جائز، ولذا قال علي عليه السلام لما سمع قولهم:
لا حكم إلا الله: " كلمة حق أريد بها باطل " إنما يقولون لا إمارة. ولا بد من إمارة برة أو فاجرة: وأما المرجئة فمشتق من الارجاء وهو تأخير علي كرم الله وجهه من الدرجة الأولى في الخلافة إلى الرابعة فتكون المرجئة والشيعة فرقتان متقابلتان وقوله:
وأقصب أي أشتم من قصبه وقصبه شتمه وعابه ووقع فيه.