عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٩٤
وفيه تواترت الاخبار بما حصل لياسين بك وانه بعد انهزامه هرب بجماعة قليلة وذهب عند سليمان بك المرادي وانضم اليه وفي ثالث عشره نهبوا بيت ياسين بك المذكور واخذوا ما فيه ونفوا محمد أفندي أباه وانزلوه في مركب وذهبوا به إلى بحرى وقيل إنهم قتلوه وفيه وردت الاخبار بأنه غرق بمينا الإسكندرية أحد عشر غليونا من الكبار وذلك أنه في أواخر شعبان هبت رياح غربية عاصفة ليلا فقطعت مراسي المراكب ودفعتها الرياح إلى البر فانكسرت وتلف ما فيها من الأموال والأنفس ولم ينج منها الا القليل وكذلك تلف ثمان وأربعون مركبا واصلة من بلاد الشام إلى دمياط ببضائع التجار وفيه حضر جماعة من الألفية إلى بر الجيزة وطلبوا كلفا من إقليم الجيزة وقبضوها ورجعوا إلى الفيوم ومضى في اثرهم عربان أولاد علي من ناحية البحيرة وعاثوا باراضي الجيزة فعينوا لهم طاهر باشا الذي كان مسافرا إلى بلاد الحجاز وخرج بعساكره وخيامه وموكبه إلى خارج باب النصر ونصب وطاقة وصار يضرب في كل ليلة مدافعه وطلبه ونوبته واستمر مقيما على ذلك نحو ثلاثة شهور وهم يجمعون له الأموال ويفردون الفرد على الأقاليم ويقولون برسم تشهير العسكر المسافر للخوارج واستخلاص البلاد الحجازية من أيديهم ولم يزالوا يحتجون بعدم اخذ النفقة وفي كل يوم يتسللون شيئا بعد شئ ويدخلون إلى المدينة ويتفرقون إلى الجهات حتى لم يبق منهم الا القليل ثم إنهم ارتحلوا من مخيمهم بحجة العرب وطردهم من الجيزة فلما عادوا إلى الجيزة دخلوا إلى دورها وسكنوها غصبا عن أهلها واستولوا على فراشهم ومتاعهم ولم يخرج منهم أحد للعرب ولم يتعدوا خارج السور وبطل امر السفرة المذكورة وفي تاسع عشره ارسل محمد علي من قبض على الاغا الشمعدانجي وعثمان أغا كتخذا بك سابقا وقت المغرب وانزلوهما إلى بولاق في مركب وذهبوا بهما يقال إنهم قتلوهما ومعهما اثنان أيضا من كبار العسكر ولم
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»