على منبره الشيخ محمد الأمير وبعد انقضاء الصلاة قرا درسا واملي فيه حديث من (بنى الله مسجدا) وبعد انقضاء ذلك خلع عليه فروة وكذلك على الشيخ العروسي وعمل لهم شربات سكر وفي يوم السبت ثالث عشرينه حضر إبراهيم باشا من ناحية شرق اطفيح وفي يوم الثلاثاء سادس عشرينه سافر بمن معه إلى ناحية شرقية بلبيس واستهل شهر رمضان بيوم الاحد 1236 وعملت الرؤية في تلك الليلة كالعادة وركب فيها مشايخ الحرف والمحتسب واثبتوا رؤية الهلال تلك الليلة بعد مضى اربع ساعات من الليل ولم يحصل فيه من الحوادث غير تعالي الأثمان وتعاليها بسوء فعل السوقة واظهار ردئ المأكولات واخفاء جيدها وقد انقضى بخير واستهل شهر شوال بيوم الثلاثاء سنة 1236 في ثالثه حضرت هجانة من أراضي نجد وبصحبتهم اشخاص من كبار الوهابية مقيدون على الجمال وهم عمر ابن عبد العزيز وأولاده وأبناء عمه وذلك انهم لما رجعوا إلى الدرعية بعد رحيل إبراهيم باشا وعساكره وكان معهم مشارى بن مسعود وقد كانوا هربوا في الدرعية بعدما رحل عنها إبراهيم باشا وتركي ابن عبد الله ابن أخي عبد العزيز وولد عم مسعود الامشاري فإنه هرب من العسكر الذين كانوا مع أولاد مسعود وجماعتهم حين ارسلهم إبراهيم باشا إلى مصر في الحمراء وهي قرية بين الجديدة وينبع البحر وذهب إلى الدرعية واجتمع عليه من فرحين قدمت العساكر واخذوا في تعميرها ورجع أكثر أهلها وقدموا عليهم مشارى ودعا الناس إلى طاعته فأجابه الكثير منهم فكادت تتسع دولته وتعظم شوكته فلما بلغ الباشا ذلك جهز له عساكر رئيسها حسين بك فاوثقوا مشارى وأرسلوه إلى مصر فمات في الطريق واما عمر وأولاده وبنو عمه فتحصنوا في قلعة الرياض المعروفة عند المتقدمين بحجر اليمامة بينهما وبين الدرعية اربع ساعات للقافلة فنزل عليهم حسين بك وحاربهم ثلاثة أيام أو أربعة وطلبوا الأمان لما
(٦٢٨)