عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٦١٨
التي تحت حكمه وتحصن هو في قلعة منيعة وعلى باشا هذا في مملكة واسعة وجنود كثيرة وله عدة أولاد متآمرين كذلك وبلادهم بين بلاد الرومنلي والنمسا ويقال ان بعض أولاده دخل تحت الطاعة ووكذلك الكثير من عساكره وبقي الامر على ذلك ودخل الشتاء وانقضت السنة ولم يتحقق عنه خبر ومنها امر المعاملة وما يقع فيها منن التخليط والزيادة حتى بلغ صرف الريال الفرانسة اثني عشرة قرشا عنها أربعمائة وثمانون نصفا والبندقي الف فضة وكذلك المجر الفندقلي الاسلامي سبعة عشر قرشا والقرش الاسلامبولي بمعنى المضروب هناك المنقول إلى مصر يصرف بقرشين وربع يزيد عن المصري ستين نصفا وكذلك الفندقلي الاسلامبولي يصرف في بلدته بأحد عشرة قرشا وبمصر بسبعة عشر كما تقدم فتكون زيادة ستة قروش وكذلك الفرانسا في بلادها تصرف بأربعة قروش وبإسلامبول بسبعة وبمصر باثني عشر واما الانصاف العددية التي تذكر في المصارفات فلا وجود لها أصلا الا في النادر جدا واستغنى الناس عنها لغلو الأثمان في جميع المبيعات والمشتروات وصار البشلك الذي يقال له الخمساوية أي صرفه خمسة انصاف هي بدل النصف لأنه لما بطل ضرب القروش بضربخانة مصر وعوض عنها نصف القرش وربعه وثمنه الذي هو البشلك ولم يبق بالقطر الا ما كان موجودا قبل وهو كثير يتناقل بأيدي الناس وأهل القرى ويعود إلى الخزينة ويصرف في المصارف والمشاهرات وعلائف العساكر وكذلك يشترون لوازمهم فتذهب وتعود وهكذا تدور مع الفلك كلما دار ويصرف القرش عند الاحتياج إلى صرفه بسبعة من البشلك بنقص الثمن فباعتبار كونها في مقام النصف يكون القرش بسبعة انصاف لاغير وباعتبار ذلك يكون الألف فضة بمائة وخمسة وسبعين فضة لان الخمسة وعشرين قرشا التي هي بدل الألف إذا نقصت في المصارفة الثمن تكون احدى وعشرين وإذا ضربنا السبعة في الخمسة وعشرين كانت مائة وخمسة
(٦١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 613 614 615 616 617 618 619 620 621 622 623 ... » »»