عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٣١٥
بالغلال وأرسلها إلى الإسكندرية ليبيعها على الإفرنج فباع عليهم أزيد من مائتي ألف اردب كل اردب بمائة قرش وسعرها بمصر ثمانية عشر قرشا وهو لم يشترها ولم تكن عليه بمال بل اخذها من زراعات الفلاحين من أصل ما فرضه عليهم من الظلم مع تطفيف الكيل عليهم والزامهم بكلفة شيله واجره نقله إلى المحل الذي يلزمونهم بوضعه فيه واخذ من الإفرنج في ثمنه أصناف النقود من الذهب المشخص البندقي والمجر والفرانسة وعروض البضائع من الجوخ المتنوعة والدودة التي يقال لها القرمز والقزدير وأصناف البضائع الافرنكية واحدث وهو بالإسكندرية احداثا ومكوسا واستهل شهر ذي الحجة الحرام بيوم الاحد سنة 1225 في ثاني عشرينه حضر الباشا من الإسكندرية إلى مصر وذلك يوم الجمعة أواخر النهار وحضر في العشية إلى بيت الازبكية وبات عند حريمه وطلع في صبح يوم السبت إلى القلعة وضربوا مدافع كثيرة لحضوره وبذلك علم الناس حضوره وانقضت السنة بحوادثها التي قصصنا بعضها إذ لا يمكن استيفاؤها للتباعد عن مباشرة الأمور وعدم تحققها على الصحة وتحريف النقلة وذياتهم ونقصهم في الرواية فلا اكتب حادثه حتى أتحقق صحتها بالتواتر والاشتهار وغالبها من الأمور الكلية التي لاتقبل الكثير من التحريف وربما أخرت قيد حادثة حتى أثبتها ويحدث غيرها وانساها فأكتبها في طيارة حتى افيدها في محلها أن شاء الله تعالى عند تهديب هذه الكتابة وكل ذلك من تشويش البال وتكدر الحال وهم العيال وكثرة الاشتغال وضعف البدن وضيق العطن ومن حوادثها احداث عدة مكوس زيادة على ما احدث على الأرز الكتان والحرير والحطب والملح وغير ذلك مما لم يصل الينا خبره حتى غلت اسعارها إلى الغاية وكان سعر الدرهم الحرير نصفين فصار بخمسة عشر نصفا وكنا نشتري القنطار من الحطب الرومي في أوانه بثلاثين نصفا وفي غير أوانه بأربعين نصفا فصار بثلاثمائة نصف وكان الملح يأتي من ارضه بثمن
(٣١٥)
مفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»