عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٩
من جملة عجائب الوقت واستهل شهر جمادي الأولى بيوم الاحد سنة 1225 فيه عمل الباشا ميدان رماحه بالجيزة فتقنطر به الحصان ووقع به الأرض فأقاموه وأصيب غلام من مماليكه برصاصة فمات ويقال أن الضارب لها كان قاصدا الباشا فأخطأته وأصابت ذلك المملوك والأجل حصن وفيه نبهوا على العسكر بالخروج فسعوا بالجد والعجلة في قضاء اشغالهم ولوازمهم وطفقوا يخطفون حمير الناس وجمالهم ومن يصادفونه ويقدرون عليه من أهل البلد وخلافهم ويقولن في غد مسافرون وراحلون لمحاربة المصريين والمصريون أيضا مستمرون في منزلتهم لم ينتقلوا عنها وفي خامسه خرج حسن باشا وبرز خيامه بناحية الآثار وخرج أيضا محو بيك بعسكره وطوائفه ومعهم بيارق وسافر جملة عساكر في المراكب ليرابطوا في البنادر فإنها خالية ليس بها أحد من المصريين وفي كل يوم يخرج عساكر ثم يرجعون إلى المدينة وهم مستديمون على خطف الدواب وحمير البطيخ وجمال السقائين والباشا يعدي إلى بر مصر في كل يومين أو ثلاثة ويطلع إلى القلعة ثم يعود إلى مخيمه في الجيزة وامتنع سفر المسافرين قبلي وبحري وفي يوم الثلاثاء سابع عشرة بلغ الباشا أن الامراء المرادية والابراهيمية وغالب المصرية لهم مراسلات ومعاملات مع السيد سلامة النجاري وأخيه وابن أخيه وانه يرسل لهم جميع ما يلزم من أسلحة وأمتعة وخلافها بواسطة بعض عملائهم من العربان خفية وانه اشترى جملة أسلحة وخيول وثياب وغيرها واخذ أشياء من بيوت بعضهم لأجل أن يرسل الجميع إليهم وان جميع ذلك موجود عند المذكور الآن ومن جملة أيام حضر رسول من عندهم بدارهم ومعه حصان نعمان بك وهو غنده أيضا فأمر بجلبه وحبسه وهجم منزله وضبط أوراقه وضبط ما يوجد بها ففعلوا ذلك وحبسوا معه ابن أخيه وازعجوهما وهجموا منزله فوجدوا فيه خمسة خيول وجملة
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»