عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٥
أهل البلدة ويدافع ويرافع عنهم وعن غيرهم ولم تقم بعد خروجه من مصر راية ولم يزالوا بعده في انحطاط وانخفاض واما السيد عمر فأن الذي وقع له بعض ما يستحقه ومن أعان ظالما سلط عليه ولا يظلم ربك أحدا وفي ثالث عشره سافر حسن باشا وعساكر الارنؤد وتتابعوا في الخروج وتحدث الناس بروايات عن الباشا والامراء المصرين وصلحة معهم وان عثمان بك حسن ومحمود بك المنفوخ ومحمد بك الإبراهيمي وصلوا عند الباشا وقابلوه وانه ارسل إلى إبراهيم بك الكبير ولده طوسون باشا فتلقاه واكرمه وارسل هو أيضا ولده الصغير إلى الباشا فأكرمه ووصل إلى مصر بعض نساء حريمه وحريم الامراء واستهل شهر رمضان بيوم الأربعاء سنة 1224 وفي أواخره وصل طائفة من الدلاتية من ناحية الشام ودخلوا إلى مصر وهم في حالة رثة كما حضر غيرهم وصحبتهم من المخنثين المعروفين بالخولات الذين يتكلمون بالكلام المؤنث ومعهم دفوف وطنابير وفي أواخره حرروا دفتر الأطيان على ضريبة واحدة عن كل فدان خسمة ريالات غير البراني والخدم ولم يحصل في ذلك مراجعة ولا كلام ولا مرافعة في شيء كما وقع في العام الماضي والذي قبله في المراجعة بحسب الري والشراقي واما في هذه السنة فليس فيها شراقي فحسابها بالمساحة الكاملة لعموم الري فإن النيل في هذه السنة زاد زيادة مفرطة وعلا على الأعالي وتلف بزيادته المفرطة الدراوي والاقصاب بقبلي وكذلك غرق مزارع الأرز والسمسم والقطن وجنائن كثيرة بالبحر الشرقي بسبب انسداد ترعة الفرعونية بتلك الناحية ولما تمموا تحرير الدفاتر على النسق المطلوب والباشا بقبلي وارسل بطلبها ليطلع عليها فسافر اليه بها المعلم غالي واخذ صحبته احمد أفندي اليتيم من طرف الروزنامة وعبد الله بكتاش الترجمان فذهبوا اليه باسيوط واطلعوه عليها فحتم عليها وانقضى
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»