عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ١٨٩
وفيه وصل حجاج المغاربة إلى مصر من طريق البر وأخبروا انهم حجوا وقضوا مناسكهم وان مسعود الوهابي وصل إلى مكة بجيش كثيف وحج مع الناس بالأمن وعدم الضرر ورخاء الأسعار واحضر مصطفى جاويش أمير الركب المصري وقال له ما هذه العويدات والطبول التي معكم يعني بالعويدات المحمل فقال هو إشارة وعلامة على اجتماع الناس بحسب عادتهم فقال لاتأت بذلك بعد هذا العام وان اتيت به أحرقته وانه هدم القباب وقبة ادم وقباب ينبع والمدينة وأبطل شرب التنباك والنارجيلة من الأسواق وبين الصفا والمروة وكذلك البدع وفي وفي تلك الليلة ارسل الباشا وطلب السيد عمر في وقت العشاء الأخيرة والزمه بتحصيل ألف كيس لنفقة العسكر وان يوزعها بمعرفته وفي يوم الاثنين رابعه دخلت طوائف العسكر الواصلين من الجهة القبلية إلى المدينة وطلبوا سكنى البيوت كعادتهم ولم يرجعوا إلى الدور التي كانوا ساكنين بها واخربوها و في يوم الثلاثاء وردت مكاتبة من رشيد وعليها امضاء السيد حسن كريت يخبر فيها بأن الإنكليز محتاطون بالثغر ومتحلقون حوله ويضربون على البلد بالمدافع والقنابر وقد تهدم الكثير من الدور والأبنية ومات كثير من الناس وقد أرسلنا لكم قبل تاريخه نطلب الإغاثة والنجدة فلم تسعفونا بإرسال شيء وما عفرنا لأي شيء هذا الحال وما هذا الإهمال فالله الله في الإسعاف فقد ضاق الخناق وبلغت القلوب الحناجر من توقع المكروه وملازمة المرابطة والسهر على المتاريس ونحو ذلك من الكلام وهي خطاب للسيد عمر النقيب والمشايخ ومؤرخة في ثاني شهر صفر وفي و في ذلك اليوم اهتم الباشا وعزم على السفر بنفسه إلى بولاق وركب صحبته حسن باشا وعابدين بك وعمر بك فسافروا في تلك الليلة وفي و في يوم الأربعاء سافر أيضا حجوبك وخرج معه بعض المتطوعة من الأتراك وغيرهم تهيئوا واتفقوا مع المسافرين معهم وأمدهم الكثير من
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»