عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ١٢٥
على أجناد الامراء المصريين ومماليكهم ويربح فيها وسئل الحاملون لها فأخبروا أن أربابها فعلوا ذلك باطلاع الوالي المذكور على مصلحة اخذها منهم ووصل خبر ذلك إلى الباشا فأحضره وقبض عليه وحبسه ثم أطلقه بعد أيام على مصلحة تقررت عليه بشفاعة امرأة من القهارمة المتقربين وعاد إلى منصبه واخذت البضاعة وضاعت على أصحابها وغرموهم زيادة على ذلك غرامة وكذلك تهم الذي حجزها بأنه اختلس منها أشياء وحبس واخذت منه مصلحة فتحصل من هذه القضية جملة من المال مع أنها في خلال المراسلة والمهاداة ونودى بعد ذلك بان من أراد أن يرسل شيئا أو متجرا ولو إلى السويس فليستأذن على ذلك ويأخذ به ورقة من باب الباشا فإن لم يفعل وضاع عليه فالوم عليه وفي يوم الثلاثاء رابع عشره ورد ساعي وصحبته مكتوب من حاكم الإسكندرية خطابا إلى الدفتردار يخبره بوصول قبطان باشا إلى الثغر وفي اثره واصل باشا متولى على مصر واسمه موسى باشا وصحبتهم مراكب بها عساكر من الصنف الذي يسمى النظام الجديد وكان ورود القبطان إلى الثغر ليلة الجمعة عاشره وطلعوا إلى البر بالإسكندرية يوم السبت حادي عشره فلما قرأ الدفتردار الورقة ارسل إلى السيد عمر النقيب فحضر اليه وركب صحبته للباشا واختليا معه ساعة ثم فارقاه ولما بلغ الألفي ورود هذه الدونانمة وحضرت اليه المبشرون وهو بالبحيرة امتلأ فرحا وارسل عدة مكاتبات إلى مصر صحبة السعادة فقبضوا على السعاة وحضروا بهم إلى الباشا فأخفاها ووصل غيرها إلى أربابها على غير يد السعاة وصورتها الاخبار بحضور الدونائمة صحبة قبطان باشا والنظام الجديد وولاية موسى باشا على مصر وانفصال محمد علي باشا عن الولاية وان مولانا السلطان عفى عن الامراء المصريين وان يكونوا كعادتهم في امارة مصر واحكامها والباشا المتولى ببستقر بالقلعة كعادته وان محمد علي باشا يخرج من مصر ويتوجه إلى ولايته التي تقلدها وهي ولاية سلانيك وان حضرة
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»