ذلك المكاتبات التي تقدم ذكرها مع إسماعيل آغا كمشيش وفي يوم الأربعاء سافر محمد آفندي مكتوبجي حسن باشا بالمكاتبة إلى القبليين وفي يوم الخيس نزل الاغا والجاويشية ونادوا على جميع الالضاشات بالذهاب إلى بولاق ليسافروا في المراكب صحبة الوجاقلية وكل من بات في بيته استحق العقوبة وطاف الاغا عليهم يخرجهم من أماكنهم ويقف على الخانات ويسأل على من بها منهم ويأمرهم بالخروج فأغلق الناس حوانيتهم وبطل سوق خان الخليلي في ذلك اليوم وخرج منهم جماعة ذهبوا إلى بولاق ومنهم من طلع إلى الأبواب حسب الامر وحصل لفقرائهم كرب شديد لكونهم لم يأخذوا نفقة بل رسموا لهم انهم يأكلون على سماط بلكهم ويعلقون على دوابهم وطعامهم البقسماط والأرز والعدس لا غير وذلك لعزة اللحم وعدم وجوده فان اللحم الضاني بالمدينة بثلاثة عشر نصف فضة ان وجد والجاموسي بثمانية انصاف وزاد سعر الغلة بعد الانحطاط وكذلك السمن والزيت وفي يوم الأحد سابع عشرينه حضر محمد أفندي المكتوبجي من عند الجماعة وصحبته علي أغا مستحفظان بجواب الرسالة السابق ذكرها فأخبر أنهم ممتثلون لجميع ما يؤمرون به ما عدا السفر إلى غير مصر فان فراق الوطن صعب ويذكر عنهم انه لم يشق عليهم شيء أعظم من تمكن أخصامهم من البلاد أعني إسماعيل بك وحسن بك وذلك هو السبب الحامل لهم على القدوم والمحاربة فإن لم يقبل منهم ذلك فالقصد ان يبرز لحربهم أخصامهم دون العساكر العثمانية فتكون الغلبة لنا أو علينا فان كانت علينا وظفروا بنا استحقوا الامارة دوننا وان كانت لنا وظفرنا بهم فالامر لكم بعد ذلك ان شئتم قبلتم توبتنا ورددتم لنا مناصبنا وشرطتم علينا شروطكم فقمنا بها قياما لا نتحول عنه ابدا ما بقينا وأن شئتم وجهتمونا
(٩)