عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٤
خوفا على البارود من النار ولم يعلم سبب قدومهم ثم تبين انهم الذين كانوا محافظين بالصالحية وبعد أيام حضر أيضا الذين كانوا بالقرين وكذلك الذين كانوا ببلبيس وناحية الشرق شيئا بعد شيء شهر ذي الحجة الحرام سنة 1215 فيه حصل الاجتماع بالديوان وأخبر الوكيل ان كبيرهم قد بعث أخبارا بالأمس منها انه قد مات جماعة من كبراء الانكليز وان أكثر عساكرهم مريضون بمرض الزحير والرمد وربما يحصل الصلح عن قريب ويرجعون إلى بلادهم وان العطش مضاررهم وبعثوا عدة مراكب لتأتيهم بالماء فتعذر عليهم ذلك ثم سأل عن أحوال البلد وسكون الرعية والغلال والأقوات فأجيب بأن البلد مطمئنة والرعية ساكنة والغلال موجودة فقال لا بد من اعتنائكم بجميع هذه الأمور الموجبة للراحة وفيه أشيع ان الانكليز ومن معهم من العثمانية ملكوا ثغر رشيد وابراجها وحاربوا من كان بها من الفرنسيس حتى اجلوهم عنها ودخلوها وفي ذلك اليوم قبضوا على نيف وستين من مغاربة الفحامين وطولون والغورية ونفوهم وذلك من فعل عبد العال الآغا وفيه أمر بليار قائمقام بركوب أحد المشايخ صحبة عبد العال ويمرون بشوارع المدينة فكان يركب معه مرة الشيخ محمد الأمير ومرة الشيخ سليمان الفيومي وذلك لتطمئن الرعية وفي سادسه قرىء مكتوب زعموا أنه حضر من سارى عسكر منو من جهة الإسكندرية وصورته بعد البسملة والجلالة والصدر المعتاد إلى حضرات كافة المشايخ والعلماء الكرام المستشارين بمحفل الديوان المنيف بمحروسه مصر أدام الله تعالى فضائلهم وما النصرة الا من الله وبشفاعة رسوله الكريم عليه السلام الدائم العساكر الفرنساوية والانكليزية هما إلى هذا الان حصيران قبلهما فحصنا أطرافنا بمتاريس وخنادق لا تغلب ولا تهجن وغير ذلك يلزم نخبر حضراتكم لتهدية تمشياتكم ولاجل انتظامها
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»