الغز والماليك المشردين بتلك النواحي وقدم له العربان التقادم والكف فأرسل له الفرنسيس عدة من العسكر وفي سابع عشرينه لخص الفرنساوية طومارا قرىء بالديوان وطبع منه عدة نسخ وألصقت بالأسواق على العادة وكان الناس أكثروا من اللغط بسبب انقطاع الاخبار عن الفرنسيس المحاصرين لعكا والروايات عمن بالصعيد والكيلاني والاشراف الذين معه وغير ذلك وصورتها من محفل الديوان الكبير بمصر بسم الله الرحمن الرحيم ولا عدوان الا على الظالمين نخبر أهل مصر أجمعين أنه حضر جواب من عكا من حضرة ساري عسكر الكبير خطابا منه إلى حضرة ساري عسكر الوكيل بثغر دمياط تاريخه تاسع القعدة سنة تاريخه يخبر فيه اننا أرسلنا لكم نقيرتين لدمياط الأولى ارسلناها في خمسة وعشرين شوالا والثانية في ثمانية وعشرين منه أخبرناكم فيهما عن مطلوبنا ارسال جانب جليل وذخائر إلى عساكرنا المحافظين في غزة ويافا لأجل زيادة المحافظة والصيانة واما من قبل العرضي فان الجلل عندنا كثيرة والذخائر والمآكل والمشارب والخيرات غزيرة حتى أنها زادت عندنا الجلل بكثرة جمعناها مما رمته الأعداء فكأن أعداءنا أعانونا وتخبركم اننا عملنا لغما مقدار عمقه ثلاثون قدما وسرنا به حتى قربناه إلى السور الجواني بمسافة نحو ثمانية عشر قدما وقد قربت عساكرنا من الجهة التي تحارب فيها حتى صار بينهم وبين السور ثمانية وأربعون قدما بمشيئة الله تعالى عند وصول كتابنا إليكم وقبل اتمام قراءته عليكم نكون ظافرين بملك قلعة عكا أجمعين فإننا تهيأنا إلى دخولها يأتيكم خبر ذلك بعد هذا الكتاب واما بقية إقليم الشام وما يلي عكا من البلاد فإنهم لنا طائعون وبالاعتناء ومزيد المحبة راغبون يأتوننا بكل خير عظيم ويحضرون لنا أفواجا بالهدايا الكثيرة والحب الجسيم من القلب السليم وهذا من فضل الله علينا ومن شدة بغضهم الجزار باشا ونخبركم أيضا ان الجنرال يونوت انتصر على أربعة آلاف مقاتل حضروا من الشام خيالة ومشاة
(٢٧١)