عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٢ - الصفحة ٢١٢
الفرنساوية وشرعوا في هدم التراكيب المبنية على المقابر بتربة الازبكية وتمهيدها بالأرض فشاع الخبر بذلك وتسامع أصحاب الترب بتلك البقعة فخرجوا من كل حدب ينسلون وأكثرهم النساء الساكنات بحارات المدابغ وباب اللوق وكرم الشيخ سلامة والفوالة والمناصرة وقنطرة الأمير حسين وقلعة الكلاب إلى أن صاروا كالجراد المنتشر ولهم صياح وضجيج واجتمعوا بالازبكية ووقفوا تحت بيت صارى عسكر فنزل لهم المترجمون واعتذروا بان صارى عسكر لاعلم له بذلك الهدم ولم يأمر به وانما أمر بمنع الدفن فقط فرجعوا إلى أماكنهم ورفع الهدم عنهم وفيه كتبوا من المشايخ كتابا ليرسلوه إلى السلطان وآخر إلى شريف مكة ثم إنهم بصموا منه عدة نسخ ولصقوها بالطرق والمفارق وصورته ملخصا بعد الصدر وذكر ورودهم وقتالهم مع المماليك وهروبهم وان جماعة من العلماء ذهبت إليهم بالبر الغربي فأمنوهم وكذلك الرعية دون المماليك وذكروا فيه انهم من اخصاء السلطان العثماني وأعداء أعدائه وان السكة والخطبة بأسمه وشعائر الاسلام مقامة على ما هي عليه وباقية بمعنى الكلام السابق من قولهم انهم مسلمون وانهم محترمون القرآن والنبي وانهم أوصلوا الحجاج المتشتتين واكرموهم وأركبوا الماشي وأطعموا الجيعان وسقوا العطشان واعتنوا بيوم الزينة يوم جبر البحر وعملوا له شأنا ورونقا استجلا بالسرور المؤمنين وانفقوا أموالا برسم الصدقة على الفقراء وكذلك اعتنوا بالمولد النبوي وأنفقوا أموالا في شأن انتظامه وتفق رأينا ورأيهم على لبس حضرة الجناب المحترم مصطفى أغا كتخدا بكر باشا والي مصر حالا فاستحسنا ذلك لبقاء علقة الدولة العلية وهم أيضا مجتهدون في اتمام مهمات الحرمين وأمرونا أن نعلمكم بذلك والسلام وفيه وقعت حادثة جزئية من جملة الجزئيات وهو ان رجلا صيرفيا بجوار حارة الجوانية وقع من لفظه أنه قال السيد احمد البدوي بالشرق والسيد إبراهيم الدسوقي بالغرب يقتلان كل من يمر عليهما من النصارى
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»