وفخاخ ينصبونها ليصيدوا بها إسماعيل بك وفي أواخره وصلت مكاتبة من الديار الحجازية عن الشريف سرور ووكلاء التجار خطابا للأمراء والعلماء بسبب منع غلال الحرمين وغلال المتجر وحضور المراكب مصبرة بالأتربة والشكوى من زيادة المكوسات عن الحد فلما حضرت قرىء بعضها وتغوفل عنها وبقي الامر على ذلك رجع لخبر العجلة التي لها رأسان وهو انه لما أرسل إبراهيم بك ولده مرزوق بك غلاما صغيرا لمصالحة الأمير مراد بك وأعطاه هدية ومن جملتها بقرة وخلفها عجلة برأسين وحضر بهما إلى مصر وشاع خبرها فذهبت بصحبة أخينا وصديقنا مولانا السيد إسماعيل الوهبي الشهير بالخشاب فوصلنا إلى بيت أم مرزوق بك الذي بحارة عابدين ودخلنا إلى اسطبل مع بعض السواس فرأينا بقرة مصفرة اللون مبياض وابنتها خلفها سوداء ولها رأسان كاملتا الأعضاء وهي تأكل بفم احدى الرأسين وتشتر بفم الرأس الثانية فتعجبنا من عجيب صنع الله وبديع خلقته فكانت من العجائب الغريبة المؤرخة من مات في هذه السنة من أعيان الناس مات الشيخ الفقيه الصالح المشارك الشيخ درويش بن محمد بن محمد ابن عبد السلام البوتيجي الحنفي نزيل مصر حضر دروس كل من الشيخ محمد أبي السعود والشيخ سليمان المنصوري والشيخ محمد الدلجي وغيرهم وتميز في معرفة فروع الفقه وافتى ودرس وكان انسانا حسنا لا بأس به توفي في هذه السنة ومات العمدة العلامة والرحلة الفهامة المفوه المتكلم المتفقه النحوي الأصولي الشيخ عبد الله بن أحمد المعروف باللبان الشافعي الأزهري أحد
(٥٨٤)