عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٤٨٧
والبوابة التي يسلك منها من السوق وفيها حضر جماعة من الهنود ومعهم فيل صغير ذهبوا به إلى قصر العيني وادخلوه بالاسطبل الكبير وهرع الناس للفرجة عليه ووقف الخدم على أبواب القصر يأخذون من المتفرجين دراهم وكذلك سواسة الهنود جمعوا بسببه دراهم كثيرة وصار الناس يأتون اليه بالكعك وقصب السكر ويتفرجون على مصه في القصب وتناوله بخرطومه وكان الهنود بخاطبونه بلسانهم ويفهم كلامهم وإذا احضروه بين يدي كبير كلموه فيبرك على يديه ويشير بالسلام بخرطومه وفيها في شهر رمضان تعصب مراد بيك وتغير خاطره على إبراهيم بيك طنان ونفاه إلى المحلة الكبيرة وفرق بلاده على من أحب ولم يبق له الا القليل وفيها شرع الأمير إسماعيل بك في عمل مهم لزواج ابنه وهي من زوجته هانم بنت سيدهم إبراهيم كتخدا الذي كان تزوجها في سنة أربع وسبعين بالمهم المذكور في حوادث تلك السنة وكان ذلك المهم في أوائل شهر ذي الحجة وكان قبل هذا المهم حصل بينه وبين مراد بك منازعة ومخاصمة وسببها ان مراد بك أراد ان يأخذ من إسماعيل بك السرور ورأس الخليج فوقع بينهما مشاحنة ومخاصمة كاد يتولد منها فتنة فسعى في الصلح بينهما إبراهيم بك فاصطلحا على غل وشرع في اثر ذلك إسماعيل بك في عمل الفرح فاجتمعوا يوم العقد في وليمة عظيمة ووقف مراد بك وفرق المحارم والمناديل على الحاضرين وهو يطوف بنفسه على اقدامه وعمل المهم أياما كثيرة ونزل محمد باشا عزت باستدعاء إلى بيت إسماعيل بك وعندما وصل إلى حارة قوصول نزل الامراء بأسرهم مشاة على اقدامهم لملاقاته فمشوا جميعا امامه على اقدامهم وبأيديهم المباخر والقماقم ولم
(٤٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»