ومات الأمير الكبير إبراهيم بك المعروف بأبي شنب واصله مملوك مراد بك القاسمي وخشداش ايواظ بك تقلد الامارة والصنجقية مع ايواظ بك وكان من الامراء الكبار المعدودين تولى امارة الحج سنة تسع وتسعين والف وطلع بالحج مرتين ثم عزل عنها باستعفائه لأمور وقعت له مع العرب باغراء بعض أمراء مصر وسافر أميرا على العسكر المعين في فتح كريد في غرة المحرم سنة اربع والف ولما ركب بالموكب خرج امامه شيخ الشحاتين وجملة من طوائفه لأنه كان محسنا لهم ويعرفهم بالواحد وكان إذا أعطى بعضهم نصفا في جهة ولاقاه في طريقه من جهة أخرى يقول له أخذت نصيبك في المحل الفلاني ثم رجع إلى مصر في شهر ذي الحجة وطلع إلى الإسكندرية ووصل خبر قدومه إلى مصر فجمع الشحاتون من بعضهم دراهم واشتروا حصانا أزرق عملوا له سرجا مغرقا ورختاور كابا مطليا وعباء زركش ورشمة كلفة ذلك اثنان وعشرون الف فضة ولما وصل إلى الحلي قدموه له فقبله منهم وركبه إلى داره وذهبت اليه الامراء والأعيان وسلموا عليه وهنوه بالسلامة وخلع على شيخ الشحاتين ونقيبهم كل واحد جوخة ولكل فقير جبة وطاقية وشملة ولكل امرأة قميص وملاية فيومي وأغدق عليهم اغداقا زائدا وعمل لهم سماطا وكان المتعين بالرياسة في ذلك الوقت إبراهيم بك ذو الفقار وفي عزمه قطع بيت القاسمية فأخرج ايواظ بك إلى إقليم البحيرة وقانصوه بك إلى بني سويف واحمد بك إلى المنوفية ولما حضر إبراهيم بك أبو شنب واستقر بمصر فأتفق إبراهيم بك ذو الفقار مع علي باشا المتولي إذ ذاك على قتله بحجة المال والغلال المنكسرة عليه في غيبته وقدرها اثنا عشر الف اردب وأربعون كيسا صيفي وشتوي فأرسل اليه الباشا معين بفرمان يطلبه وكان أتاه شخص من اتباع الباشا انذره من الطلوع فقال للمعلمين تسلم على الباشا وبعد الديوان اطلع أقابله ففات العصر ولم يطلع فأرسل الباشا إلى درويش بك وكان خفيرا بمصر القديمة وأمره
(١٦٦)