الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٧٣
قال كم خراجك قال دينار قال ما أرى أن أفعل إنك لعامل محسن وما هذا بكثير ثم قال له عمر ألا تعمل لي رحى قال بلى فلما ولى قال أبو لؤلؤة لأعملن لك رحى يتحدث بها ما بين المشرق والمغرب قال فوقع في نفسي قوله فلما كان في النداء لصلاة الصبح خرج عمر للناس يؤذنهم للصلاة قال ابن الزبير وأنا في مصلاي وقد اضطجع له عدو الله أبو لؤلؤة فضربه بالسكين ست طعنات إحداهن تحت سرته وهي قتلته فصاح عمر أين عبد الرحمن بن عوف فقالوا ها هو ذا فأمره يصلي بالناس واحتملوا عمر ودخلوا به منزله فقال لابنه عبد الله اخرج فانظر من قتلني فخرج فقال من قتل أمير المؤمنين فقالوا أبو لؤلؤة غلام المغيرة فرجع فأخبر عمر فقال الحمد لله الذي لم يجعل قتلي بيد رجل يحاجني بلا إله إلا الله وقال غيره وجأه بسكين له طرفان وطعن معه اثني عشر رجلا فثقال عمر دونكم الكلب فإنه قد قتلني وماج الناس بعضهم في بعض فرمى عليه رجل من أهل العراق برنيا ثم برك فلما رأى أنه لا يستطيع أن يتحرك وجأ نفسه فقتلها وكان أبو لؤلؤة مجوسيا وقيل نصرانيا أزرق 3 (جلال الدولة ابن بويه)) فيروز جرد هو السلطان جلال الدولة أبو طاهر بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه صاحب بغداد ملكها سبع عشرة سنة وقام بعده ابنه الملك العزيز أبو منصور وخطب له ثم ضعف عن الأمر وكاتب ابن عمه أبا كاليجار وهو بالعراق الأعلى بأنه ملتج) إليه ومعتمد عليه وممتثل أمره فشكره أبو كاليجار ووعده بكل خير وكان جلال الدولة شيعيا جبانا وعسكره قليلا وحده كليلا وأيامه منكدة توفي سنة خمس وثلاثين وأربعمائة وكان مولده في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ببغداد وكان حين وفاة والده بالبصرة فلقبه القادر بالله ركن الدين جلال الدولة وحملت إليه الخلع السلطانية واللواء والكتاب في ثالث عشر ذي الحجة سنة خمس وأربعمائة وخرج القادر بالله يتلقاه في الطيار بدجلة وكان موصوفا بالرقة والرأفة والحنو على الكافة والعفو عند المقدرة والأخذ بالفضل على ذوي الإساءة وكان محافظا على الصلوات في أوقاتها يخرج الزكاة والصدقات مواصل الصلاة في المساجد الجامعة المشهودة والمشاهد المقصودة محبا للصالحين كثير الزيارة لهم
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»