الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٢٨٣
فاخرة) فخرجت إلى الري لتمضي إلى النازكية تستنجد بهم على قتال نظام الملك فأشار على ملكشاه بقتلها فجهز وراءها من اغتالها فقتلوها في سنة سبع وستين وأربعمائة 3 (صاحب إربل)) كوكبوري معناه الذيب الأزرق بكافين واو وبعد الكاف الثانية باء موحدة وبعدها واو وراء وياء آخر الحروف بن علي بن بكتكين بن محمد السلطان المعظم مظفر الدين أبو سعيد صاحب إربل ابن الأمير زين الدين أبي الحسن علي كوجك التركماني وكوجك معناه لطيف القد كان شجاعا شهما ملك بلادا كثيرة ثم فرقها على أولاد الملك قطب الدين مودود صاحب الموصل وكان موصوفا بالقوة المفرطة وطال عمره وحج هو والأمير أسد الدين شيركوه بن شادي سنة خمس وخمسين وخمسمائة وله مدرسة بالموصل وأوقاف فلما مات ولي مظفر الدين هذا وهو ابن أربع عشرة سنة وأتابكه مجاهد الدين قايماز ثم تعصب عليه مجاهد الدين وكتب محضرا أنه لا يصلح واعتقله وشاور الخليفة في أمره وأقام موضعه أخاه زين الدين يوسف بن علي ثم أخرج مظفر الدين عن البلاد فتوجه إلى بغداد فلم يلتفت إليه فقدم الموصل ومالكها سيف الدين غازي بن مودود فأقطعه حران فأقام بها مدة واتصل بخدمة صلاح الدين وتمكن عنده فزاده الرها وزوجه بأخته ربيعة خاتون وكانت قبله عند سعد الدين مسعود ابن الأمير معين الدين أنر الذي ينسب إليه قصر معين الدين وتوفي سعد الدين وشهد مظفر الدين هذا مع صلاح الدين مواقف كثيرة أبان فيها عن نجدة وقوة وثبت يوم حطين وتبنين ثم وفد أخوه زين الدين يوسف نجدة وخدمة من إربل فمرض في العسكر على عكا وتوفي سنة ست وثمانين وخمسمائة فاستنزل صلاح الدين عن حران والرها وأعطاه إربل وشهرزور فسار إليها وأثنى عليه القاضي شمس الدين ابن خلكان في وفيات الأعيان وطول ترجمته وكر له معروفا كثيرا وذكر احتفاله بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في كل سنة وما كان يعتمده وهو أول من أجرى الماء إلى عرفات وعمل آثارا بالحجاز وبنى له هناك تربة ولما مات رحمه الله سنة ثلاثين وستمائة أمر بحمل تابوته إلى مكة ليدفن في تربته فلما حمل رجع الحجاج تلك السنة للعطش ودفن بالكوفة)
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»