الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٢٧٧
والبة بن الحباب وغيره ووفد على الخليفتين يزيد وهشام قال أبو عبيدة لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم وكان شيعيا ولما مدح علي بن الحسين قسط له على نفسه وعلى أهل بيته أربعمائة ألف درهم ولد سنة ستين وتوفي سنة ست وعشرين ومائة وسبب موته أنه دخل على يوسف بن عمر بالكوفة ومدحه بعد قتله زيد بن علي بأبيات منها * خرجت لهم تمشي البراح ولم تكن * كمن حصنه فيه الرتاج المضبب * * وما خالد يستطعم الماء فاغرا * بعدلك والداعي إلى الموت ينعب * يعني خالدا القسري وذاك أنه كان على المنبر يخطب فخرجت الجعفرية يقولون لبيك جعفر لبيك جعفر ودخلوا عليه وهو على المنبر فدهش وقال أطعموني ماء ثم خرج الناس غليهم فحرقوهم فعير خالدا بذلك فأنشد هذا الشعر والجند قيام على رأس يوسف بن عمر وهم يمانية فتعصبوا لخالد ووضعوا نصال سيوفهم في بطن الكميت فوجؤه وقالوا تنشد الأمير ولم تستأمره فلم يزل ينزف الدم حتى مات قال دعبل رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي ويحك مالك وللكميت فقلت يا رسول الله ما بيني وبينه إلا كما بين الشعراء فقال لا تفعل أليس هو القائل * فلا زلت فيهم حيث يتهمونني * ولا زلت في أشياعهم أتقلب * فإن الله قد غفر له بهذا البيت قال فانتيهت عن ذكره وقال نصر بن مزاحم المنقري رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه رجل ينشده من لقلب ميتم مستهام فسألت عنه فقيل لي هذا الكميت بن زيد الأسدي قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول جزاك الله خيرا وأثنى عليه وقصائده الهاشميات من جيد شعره وكان يعلم الصبيان في مسجد الكوفة وأنشد خالد القسري قصيدة الكميت التي يهجو فيها اليمن وهي ألا حييت عنا يا ردينا
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»