الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ١٩٠
على عين جالوت وعليهم كتبغا فنصره الله عليهم وقتل مقدمهم وقتل جواده يومئذ ولم) يصادف أحدا من الأوشاقية وبقي راجلا فرآه بعض الأمراء فترجل له وقدم له حصانه فامتنع من ذك وقال ما كنت لأمنع المسلمين الانتفاع بك في هذا الوقت ثم تلاحقت الأوشاقية به ورمى الخوذة على رأسه لما رأى انكشافا في المسرة وحمل وقال وأدين محمد وكان النصر وكان شابا أشقر كبير اللحية ثم إنه جهز بيبرس أعني الظاهر في أقفاء التتار ووعده بنيابة حلب فساق وراءهم إلى أن طردهم عن الشام ثم إنه انثنى عزمه عن إعطائه حلب وولاها علاء الدين ابن صاحب الموصل فتأثر الظاهر من ذلك ودخل قطز دمشق وأحسن إلى الرعية فأحبوه حبا زائدا ثم استناب على البلد علم الدين سنجر الحلبي ورجع بعد شهر إلى القاهرة فقتل بين الغرابي والصالحية ودفن بالقصير رحمه الله تعالى سنة ثمان وخمسين وستمائة تولى قتله الظاهر وأعانه جماعة من الأمراء وبقي ملقى فدفنه بعض غلمانه وصار قبره يقصد بالزيارة ويترحم عليه ويسب من قتله فلما كثر ذلك بعث السلطان من نبشه ونقله إلى مكان لا يعرف ودفنه وعفى قبره وأثره وكان قتله في سادس عشر ذي القعدة وفي كسر قطز للتتار قال شهاب الدين أبو شامة * غلب التتار على البلاد فجاءهم * من مصر تركي يجود بنفسه * * بالشام أهلكهم وبدد شملهم * ولكل شيء آفة من جنسه * 3 (أمير آخور نائب صفد)) قطز الأمير سيف الدين أمير آخور لما خرج الأمير حسام الدين لاجين أمير آخور الكبير إلى دمشق من الديار المصرية على ما سيأتي في ترجمته جعل هذا الأمير سيف الدين قطز مكانه في شهر رجب سنة ثمان وأربعين وسبعمائة فبي في الوظيفة إلى أن خلع المظفر حاجي في شهر رمضان من السنة المذكورة وتولى الملك الناصر حسن فأخرج الأمير سيف الدين قطز إلى نيابة صفد عند موت الأمير سيف الدين أولاجا نائبها فأقام بصفد نائبا إلى ثاني شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبعمائة فوصل الأمير شهاب الدين أحمد إلى صفد نائبا ورسم للأمير سيف الدين قطز أمير آخور بالحضور إلى دمشق أميرا من جملة الأمراء بها فحضر إليها وما عاش إلى أن) جاءه منشوره فتوفي في دمشق في السنة المذكورة رحمه الله تعالى
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»