الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ١٥٥
القدوري الحنفي أحمد بن محمد ابن القدوري اسمه المطهر بن شديد ابن قدس أحمد بن محمد بن هبة الله القراب الحافظ إسحاق بن إبراهيم ((قرابغا سيف الدين)) قرابغا الأمير سيف الدين دوادار سيف الدين أرغون شاه لم نر ولم نسمع بدوادار كانت له عند أستاذه رتبة هي لقرابغا هذا عند مخدومه أخبرني القاضي ناصر الدين كاتب السر قال لم أدخل عليه قط فرايته جالسا قدامه بل إلى جانبه ولا رأيته يتحدث هو وأستاذه وعندهما مملوك آخر وكان يرجع إلى قوله مهما قاله أو أشار إليه فهو الذي بكون العمل عليه ولم يكن مشترى ماله بل للسلطان الملك الناصر أعطاه إياه زوجه بجاريته كشباي وهي أعز جواريه وأحظاهن عنده وكان لا يصبر أستاذها عنها وكان قد وجد على آرائه عليه الخير والسعادة ولما خرج معه إلى صفد أعطي إمرة عشرة ولما توجه إلى مصر وأعطي نيابة حلب أعطي إمرة طبلخاناه ولما حضر إلى دمشق أعطاه أستاذه من عنده قرية بيت جن وهي تغل مائة ألف وخمسين ألفا وأعطاه في كل سنة مائتين ألف درهم غير الذي ينعم به عليه على الدوام والاستمرار من الخيل والذهب والقماش مرضت زوجته كمشبغا المذكورة وبصقت دما وماتت في اليوم الثالث ودفنت في تربة أنشأها لها في جمعة فدفنت فيها يوم الخميس سادس عشر شوال سنة تسع وأربعين وسبعمائة ثم إنه مات ابنها وكاتبه بعدها بيومين ثم بصق هو أيضا دما ومات يوم الاثنين حادي عشر شوال فلحقها بعد خمسة أيام وأحضر من داره إلى باب النصر فخرج أستاذه وصلى عليه مع الأمراء والناس ولم يتبعه وتوجه الأمراء به ودفنوه عند زوجته في التربة التي أنشأها عند دار حمزة التركماني 3 (ابن أخت نائب الشام)) قرابغا الأمير سيف الدين ابن أخت نائب الشام الأمير سيف الدين ايتمش حضر معه إلى دمشق وكان من جملة السلاح دارية للسلطان الملك الناصر حسن وأقام بها قليلا فرسم له بإمرة طبلخاناه) وهو شكل حسن تام الخلق أسمر ممتلئ البدن من أحسن الأشكال خير وادع قليل الشر كثير الأدب والحشمة لما طلب خاله إلى الديار المصرية بقي هو في دمشق مقيما وهو بطال ثم إنه توجه صحبة الأمير سيف الدين ارغون الكاملي نائب الشام إلى لد في نوبة بيبغا وحضر معه وتوجه إلى حلب ثم عاد فلما
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»