الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٢ - الصفحة ١٠٢
وكان أبو القاسم يهجوه فقال فيه وكان يحضر الديوان في محفة لأثر النقرس به * يا ذا الذي ركب المح * فة جامعا فيها جهازه * * أترى الزمان يعيشني * حتى يرينها جنازة * فلم تطل الأيام حتى أدركت العميد منيته وبلغ أبو القاسم أمنيته وتولى العمل برأسه وكان من أكتب الناس في السلطانيات فإذا تعاطى الإخوانيات كان قصير الباع وكان يقال إذا استعمل أبو القاسم نون الكبرياء تكلم من السماء ولما مات رثاه الهزيمي الأبيوردي فقال * ألم تر ديوان الرسائل عطلت * لفقدانه أقومه ودفاتره * * كثغر مضى حاميه ليس يسده * سواه وكالكسر الذي عز جابره * * ليبك عليه خطه وبيانه * فذا مات واشيه وذا مات ساحره * حكي أن الحميد أمره يوما أن يكتب كتابا إلى بعض الأطراف وركب متصيدا واشتغل أبو القاسم بمجلس أنس عقده لأصحابه ورجع الحميد من صيده وطلب الكتاب فأجاب داعيه وقد أخذ منه الشراب ومعه طومار بياض أوهم أنه مكتوب بما رسم به له وقعد بعيدا عنه فقرأ عليه كتابا طويلا بليغا سديدا أنشأه عن ظهر قلب فارتضاه الحميد وهو يظن أنه قرأه من سواد فرجع إلى منزله وكتب ما أراد وختمه وسفره 3 (ابن الخلال الكاتب)) علي بن محمد أبو الحسن بن الخلال الأديب الناسخ صاحب الخط المليح والضبط الصحيح معروف مشهور بذلك توفي سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة 3 (أبو الحسن الهروي)) علي بن محمد أبو الحسن الهروي والد أبي سهل محمد بن علي الهروي الذي كان يكتب الصحاح تقدم ذكره وكان أبو الحسن هذا
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»