الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ٢٠٧
وعماهما لي نكدا فإنه كتب ع وع وع هكذا فصعبا علي وحللتهما في مقدار ساعتين وقلت له كيف يحل لك أن يعمل لغزا مترجما وتعمل حروف الهجاء بدلا من الكلمات هذه كما قال الله تعالى ظلمات بعضها فوق بعض فقال لي ما سمعت هذا الشعر قبل هذا فقلت لا) والله فقال والله لو أخبرني بهذا الذي رأيته منك أحد ما صدقته قال ولقد حمله الحسد على أن ذكر البيتين في مؤلف له ولم يذكر أني حللتهما فسبحان الله ما هذه إلا طباع دغله وبواطن سيئة ما الذي كان ينقصه لو ذكر ذلك بل كان والله يرتفع وينسب إلى الإنصاف ومعنى البيتين أن المواد تكون حاصلة ولا يتأتى نظم ولا نثر ولا نقد فالعين الأولى عين العربية وهي النحو خاصة والثانية عين العروض والثالثة إما عين العبارة وهي الألفاظ المتخيرة أو العين التي هي الذهب فإنها تعين على نظم الشعر لرفاهية سر الشاعر ثم قال بعد كلام أورده وقد علمت فيهما جزءا مفردا سميته إظهار السر المكنون في عين وعين وعين ونون ونوو ونون قلت قد تقدم في ترجمة الشيخ جمال الدين أبي عمرو عثمان ابن الحاجب ذكر هذين البيتين وقد حلهما هناك غير هذا الحل وأرى قول ابن الحاجب هناك أسد وأدق وقال عفيف الدين أيضا أنشدني إسماعيل المسمول الذي ينتسب إلى الصلاح بن شعبان الإربلي للصلاح من الوافر * وما نبت له في كل غصن * عيون ليس تنكرها العقول * * إذا بسطوه تلقاه قصيرا * وإن قبضوه تبصره يطول * فقلت له هذا شبكة صياد طيور فأخذ يباهت فقلت له قد نزلته ولا يلزمني أكثر من هذا فلم يرجع وأخذ في المباهتة فقلت له هذا في خركاه فاعترف أنه هو قال ومن أعجب ما وقع لي أن أنسانا أنشدني قول سيف الدين علي بن قزل من الطويل * وما فئة في الناس تأكل قلبها * وليس لها في ذاك وجه ولا راس * * مصحفها طير صغير وعكسه * مصحفه حق ويكرهه الناس * فحللته في ثوم وقلب قلبها لبها وثوم تصحيفه بوم وعكسه مصحفا موت وهو حق ويكرهه الناس فقال قد نزلته وما هو هذا ثم خطر لي ذكره بعد مدة تأكل قلبها ميته أي عكسها وعكس تصحيفه منيه قلت كذا وجدته وليس بالأول ولا بالثاني لأنه قال الشاعر وما فئة والفئة ليست ثوما وإنما هي الجماعة من الناس أو الطائفة واللغز إنما هو في
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»