الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ٤٨
أدرك الجاهلية وكان فقيها مقرئا طيب الصوت ثبتا حجة أعرج توفي سنة اثنتين وستين وروى له الجماعة 68 - النحوي أبو علقمة النميري النحوي قال ياقوت وأراه من أهل واسط أتي أبو علقمة إلى أبي زلازل الحذاء فقال يا حذاء احذ لي هذا النعل فقال وكيف تريد أن احذوها قال خصر نطاقها وغضف معقبها وأقب مقدمها وعرج ونية الذؤبة بحزم دون بلوغ الرصاف وأنحل مخازم خزامها وأوشك في العمل فقال أبو زلازل فتأبط متاعه فقال أبو علقمة إلى أين إلى ابن القرية ليفسر لي ما خفي علي من كلامك وقال لغلامه يوما خذ من غريمنا هذا كفيلا ومن الكفيل أمينا ومن الأمين زعيما ومن الزعيم عزيما فقال الغلام للغريم مولاي كثير الكلام معك شيء فأرضاه وخلاه فلما انصرف قال يا غلام ما فعل غريمنا قال سقع قال ويلك ما سقع قال بقع قال ويلك ما بقع قال استقلع قال ويلك ما استقلع قال انقلع قال ويلك لم طولت قال منك تعلمت وركب يوما بغلا فوقف به على أبي عبد الرحمن القرشي فقال يا أبا علقمة إن لبغلك هذا منظرا فهل له مع هذا المنظر من خبر فقال أو ما بلغك خبره قال لا قال خرجت عليه مرة من مصر فقفز بي قفزة إلى فلسطين والثانية إلى الأردن والثالثة إلى دمشق فقال له أبو عبد الرحمن تقدم إلى أهلك بأن يدفنوه معك فلعله يقفز بك الصراط وجمش امرأة كان يهواها فقال يا خريدة قد كنت أخالك عروبا فإذا أنت نوار مالي أمقك فتسبيني فقالت يا رقيع ما رأيت أحدا يحب أحدا ويشتمه سواك وقال لأعين الطبيب أمتع الله بك إني أكلت من لحوم هذه الجوازل فطبئت طبأة فأصابني وجع بين الوالبة إلى دألة العنق فلم يزل ينمى حتى خالط الخلب وألمت له الشراسيف فهل عندك دواء فقال له أعين نعم خذ خرقفا وسلقفا وشرقفا فزهزقه ورقرقه واغسله بماء روث واشربه فقال أبو علقمة أعد علي فإني لم أفهم عنك فقال له أعين لعن الله أقلنا إفهاما ويحك وهل فهمت عنك شيئا مما قلت واستدعى يوما بحجام فقال له لا تعجل حتى أصف لك ولاتكن كامرئ خالف
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»