وغيره وآخر النهار يقرأ عليه بالجامع قوم آخرون وفي الليل أشتغل مع نفسي ولم أزل كذلك إلى أن توفي الملك العزيز نقلت ذلك من كلامه مختصرا ثم إن الموفق توجه إلى القدس وأقام به مدة يشغل الناس بالجامع الأقصى ثم رجع إلى دمشق ونزل بالعزيزية سنة أربع وست ماية وكان يأتيه خلق كثير يشتغلون عليه في أصناف من العلوم ثم سافر إلى حلب وقصد بلاد الروم وأقام بها سنين كثيرة في خدمة الملك علاء الدين داود بن بهرام له منه الجامكية الوافرة والصلات المتواترة وصنف باسمه عدة كتب ثم توجه إلى ملطية ثم عاد إلى حلب وتوفي ببغداد) قلت موفق الدين وإن كان فاضلا وعنده مشاركات فليس هو في رتبة الحط على هؤلاء الكبار الذين غض منهم ومن أجوبته المليحة السديدة في الرد على الشيخ تاج الدين الكندي حيث قال الخطيب ابن نباتة في أول خطبة ذكر فيها وفاة النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله المنتقم ممن خالقه المهلك من آسفه المتوحد في قهره المتفرد بعز أمره وقال الشيخ تاج الدين الكندي العجب ممن يفتتح هذه الخطبة بمثل هذا الكلام لولا غفلة لحقت الخطيب والأليق بها أن يكون افتتاحها الحمد لله العادل في أقضيته فلا جور في قضائه الممضي حكمه في بريته فلا ريب في مضائه المتفرد بالبقاء فلا مشارك له في بقائه المرجو روحه فلا راحة لأوليائه جون لقائه وهذه السجعات في غاية المناسبة لافتتاح خطبة تذكر فيها وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال موفق الدين المذكور الخطيب إنما قال ذلك نظرا إلى قوله تعالى فإما تذهبن بك فإنا منهم منتقمون وهذا الجواب في غاية الحسن والسداد ولو أورد على الخطيب وهو حي ما أجاب بأحسن من هذا الجواب ولا أسد 3 (النجيب ابن الصقيل)) عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر بن منصور بن هبة الله الشيخ الجليل مسند الديار المصرية مجيب الدين أبو الفتوح ابن الإمام الواعظ أبي محمد ابن الصقيل النميري الحراني الحنبلي التاجر السفار ولد سنة سبع وثمانين وخمس ماية وتوفي سنة اثنتين وسبعين وست ماية مولده بحران أسمعه أبوه ببغداد من عبد المنعم بن كليب وأبي الطاهر المبارك بن المعطوش وأبي الفرج ابن
(٧٨)