الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ٣١٤
العلوم ولم ير ضرير قط أطيب نفسا منه ولا أكثر حياء مع دين وعفة أدركته وقد جاز لتسعين والتلاميذ يكلمونه فيحمر خجلا وكان شاعرا مطبوعا يلقي الكلام إلقاء ويسلك طريق أبي العتاهية في سهولة الطبع ولطف التركيب ولا غنى لأحد من الشعراء الحذاق عن العرض عليه والجلوس بين يديه أخذا للعلم عنه واقتباسا للفائدة منه توفي سنة ست وأربع مائة وأورد له قوله البسيط * قال العواذل قد طولت حزنك إذ * لو شئت إخراجه عن سلوة خرجا * * ولن أطيق خروج الحزن من خلديه * لأنني أنا لم آمره أن يلجا * وقوله السريع * العين من وجهك في لهو * والقلب من صدك في شجو * * تناصف الحسن الذي حزته * لم يفتقر عضو إلى عضو * * ولم يفد منك محب سوى * قلب شج في جسد نضو * وقوله البسيط * لما تحمل قطان الحمي تركوا * عندي وساوس قد فضلن بالحرق * * وفي هوادجهم سرب أوانس قد * دخلن في الوحش بالأجياد والحدق * * من كل مطلعة شمسا بلا فلك * حسنا ويهززن أغصانا بلا ورق * 3 (عبد العزيز بن صهيب)) عبد العزيز بن صهيب البناني مولاهم البصري الأعمى روى عن أنس وشهر وأبي نضرة العبدي وثقه أحمد بن حنبل وتوفي سنة ثلاثين ومائة وروى له الجماعة 3 (أبو منصور الكاتب)) عبد العزيز بن طلحة بن لؤلؤ أبو منصور الكاتب الوراق كان على البريد أيام المقتدر وله فيه مدائح وكان شاعرا ظريفا يكتب خطا مليحا ومن كلامه إن نعمة لا تستدام بمثل الإنعام) والقدرة لا تستبقى بمثل العفو ودعا لصاحب له فقال صان الله عن سماع المكاره سمعك وعن البكاء على الأحباب دمعك ومن شعره المنسرح ومن شعره المنسرح سألته قبلة فبادر بالتقبيل مستبشرا إلى قدمي
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»