الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ٣٠٦
* ترجى مواهب ويرهب بطشه * مثل الزمان مسالما ومحاربا * * فإذا سطا ملأ القلوب مهابة * وإذا سخا ملأ العيون مواهبا * * كالغيث يبعث من عطاه نائلا * سبطا ويرسل من سطاه حاصبا * * كالليث يحمي غابه بزئيره * طورا وينشب في القنيص مخالبا * * كالسيف يبدي للنواظر منظرا * طلقا ويمضي في الهياج مضاربا) * (كالسيل يحمد منه عذبا واصلا * ويعده قوم عذابا واصبا * * كالبحر يهدي للنفوس نفائسا * منه ويبدي للعيون عجائبا * * فإذا نظرت ندا يديه ورأيه * لم تلف إلا صيبا أو صائبا * * أبقى قلاوون الفخار لولده * إرثا ففازوا بالثناء مكاسبا * * قوم إذا سئموا الصوافن صيروا * للمجد أخطار الأمور مراكبا * * عشقوا الحروب تيمنا بلقا العدا * فكأنهم حسبوا العداة حبائبا * * وكأنما ظنوا السيوف سوالفا * واللدن قدا والقسي حواجبا * * يا أيها الملك العزيز ومن له * شرف يجر على النجوم ذوائبا * * أصلحت بين المسلمين بهمة * تذر الأجانب بالوفود أقاربا * * ووهبتهم زمن الأمان فمن رأى * ملكا يكون له الزمان مواهبا * * فرأوا خطابا كان خطبا فادحا * لهم وكتبا كن قبل كتائبا * * وحرست ملكك من رجيم مارد * بعزائم إن صلت كن قواضبا * * حتى إذا خطف المنافق خطفة * أتبعته منها شهابا ثاقبا * * لا ينفع التجريب خصمك بعد ما * أفنيت من أفنى الزمان تجاربا * * صرمت شمل المارقين بصارم * يبديه مسلوبا فيرجع سالبا * * صافي الفرند حكى صباحا جامدا * أبدى النجيع به شعاعا ذائبا * * وكتيبة تدع الصهيل رواعدا * والبيض برقا والعجاج سحائبا * * حتى إذا ريح الجلاد حدت لها * مطرت وكان الويل نبلا صائبا * * بذوابل ملد يخلن أراقما * وشوائل جرد يخلن عقاربا * * تطأ الصدور من الصدور كأنما * تعتاض عن وطء التراب ترائبا * * فأقمت تقسم للوحش وظائفا * فيها وتصنع للنسور مآدبا *
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»