* ولا تحفل إذا كملت ذاتا * أصبت العز أم حصل الهوان * وأنشدني لنفسه أيضا الكامل * بخلت لواحظ من رأينا مقبلا * برموزها ورموزهن سلام * * فعذرت نرجس مقلتيه لأنه * يخشى العذار فإنه نمام * قلت أخذه من الأول وهو أحسن وأكمل المديد * لافتضاحي في عوارضه * سبب والناس نوام * * كيف يخفى ما أكابده * والذي أهواه نمام * وأنشدني لنفسه في حمار وحش السريع * حمار وحش نقشه معجب * فلا يضاهي حسنه في الملاح * * قد غدا في حسنه أوحدا * تشاركا فيه الدجى والصباح * قلت فيه إضمار قبل الذكر ولا يجوز إلا على لغة من قال أكلوني البراغيث وأحسن من هذا قول القائل في فهد البسيط * تنافس الليل فيه والنهار معا * فقمصاه بجلباب من المقل * وأنشدني لنفسه أيضا وقد ركب المؤيد فيلا البسيط * الله أولاك يا داود مكرمة * ورتبة ما أتاها قبل سلطان * * ركبت فيلا فظل الفيل ذا رهج * مستبشرا وهو بالسلطان فرحان * * لك الإله أذل الوحش أجمعه * هل أنت داود فيه أم سليمان * وأنشدني لنفسه يهجو عدن الكامل * عدن إذا رمت المقام بربعها * فلقد أقمت على لهيب الهاوية * * بلد خلا عن فاضل وصدوره * أعجاز نخل إذ تراها خاوية * وأنشدني لنفسه ما قاله وقد زار جمال الدين محمد بن نباتة الشاعر بدمشق فرأى في بيته نملا كثيرا البسيط * ما لي أرى منزل المولى الأديب به * نمل تجمع في أرجائه زمرا) * (فقال لا تعجبن من نمل منزله * فالنمل من شأنها أن تتبع الشعرا * وأنشدني لنفسه أيضا البسيط * لا أعرف النوم في حالي جفا ورضى * كأن جفني مطبوع من السهد * * فليلة الوصل تمضي كلها سمرا * وليلة الهجر لا أغفي من الكمد *
(١٧)