الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٦١
وحمله إلى السلطان وهو يقول من الكامل * جاء ابن جعفر حاملا بيمينه * عنقود كرم هو من نعماكا * * يقضي الزمان بأن نصرك عاجل * يأتي إليك برأس من عاداكا * وقال وقد حضر الخروف المغني من الشام سنة ثلاثين وسبعمائة وغنى بين يدي السلطان من الخفيف * إن أيامكم لأمن ويمن * وأمان في كل بدو وحضر * * هيبة منك صالحت بين سرحا * ن وسخل وبين صقر وكدري * * من المعجزات أن خروفا * يرفع الصوت وهو عند الهزبر * قلت كذا نقلته من خط الشيخ تاج الدين اليمني قوله أمن ويمن وأمان والأمن والأمان واحد الأطرابلسي عبد الله بن جعفر الأطرابلسي معروف بالأدب والشعر وهو القائل يرثي يوسف بن عبد الله العراقي وتوفي يوسف سنة إحدى وثلاثين ومائتين من البسيط * أضحى بيوسف قلبي اليوم محزونا * إذ قيل أصبح تحت الترب مدفونا * * وغاله قدر لا بد يدركنا * وسوف حقا كما أفناه يفنينا * * لله در أبي يعقوب ما فجعت * به الأحبة إذ قاموا يبكونا * * قد كان زينا لهم في النائبات إذا * حلت وكان أصيل الرأي مأمونا *) قلت شعر نازل صاحب لورقة عبد الله بن جعفر أبو محمد الكلبي كان أبوه شاعرا رئيسا في بلده جليل القدر وحصل لابنه عبد الله في معقل لورقة من مملكة مرسية رياسة من جهة العلم والأبوة ولما اختلت الأندلس على الملثمين قدمه أهل لورقة وملكوه فرأى الأمور منحلة فاختفى وطلب العافية وانخلع عن الملك وصفه ابن الإمام صاحب كتاب السمط فقال روض الأدب الزاهر وطود الشرف الباهر الذي ملأ الدنيا زينا وأعاد آثار الملك عينا ومن شعره من الخفيف * لست أرضي إلا النجوم سميرا * لا أرى غيرها لمجدي نظيرا * * بيننا في الظلام أسرار وحي * يرجع الليل من سناها منيرا * * ولقد أفهمت وأفهمت عنها * وجعلنا حديثنا مستورا *
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»