الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٣٢٥
سخط ابن أم عبد وقال صلى الله عليه وسلم اهدوا هدي عمار وتمسكوا بعهد ابن أم عبد وقال صلى الله عليه وسلم رجل عبد الله أو رجلا عبد الله في الميزان أثقل من أحد وقال صلى الله عليه وسلم إستقرأوا القرآن من أربعة نفر فبدأ بابن أم عبد ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وسالم مولى أبي حذيفة وقال صلى الله عليه وسلم من أحب أن يسمع القرآن غضا فليسمعه من ابن أم عبد وكان رحمه الله رجلا قصيرا نحيفا يكاد طوال الرجال يوازونه جلوسا وهو قائم وكانت له شعرة تبلغ أذنيه وكان لا يغير شيبه وجاء رجل إلى عمر وهو بعرفات فقال جئتك من الكوفة ونركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه فغضب عمر غضبا شديدا وقال ويحك من هو قال عبد الله بن مسعود فذهب عنه ذلك الغضب وسكن وعاد إلى حاله وقال والله ما أعلم أحدا من الناس هو أحق بذلك منه وبعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة مع عمار بن ياسر وكتب إليهم إني بعثت إليكم بعمار بن ياسر أميرا) وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر فاقتدوا بهما واسمعوا من قولهما وقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي وقال عمر فيه كنيف ملئ علما ولما أمر عثمان بما أمر قام عبد الله بن مسعود خطيبا فقال أتأرمني أن أقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت والذي نفسي بيده لقد خذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وإن زيد بن ثابت لذو ذؤابة يلعب مع الغلمان الله ما نزل شيء من القرآن إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل وما أحد أعلم بكتاب الله مني ولو أعلم أحدا تبلغنيه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته ثم استحى مما قال فقال وما أنا بخيركم ولما مات عبد الله
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»