الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٦ - الصفحة ٣٠٦
بلغني أن أبا الأسود الدؤلي باع دارا له فقيل له بعت دارك قال لا ولكني بعت جيراني وكان ينزل في بني قشير) وكانوا عثمانية وأبو الأسود علوي الرأي فكان بني قشير يسيئون جواره ويرجمونه بالليل فعاتبهم على ذلك فقالوا ما رجمناك ولكن الله رجمك فقال كذبتم لأنكم إذا رجمتموني أخطأتموني ولو رجمني الله ما أخطأني ثم أنتقل عنهم إلى هذيل وقال فيهم الكامل * شتموا عليا ثم لم أزجرهم * عنه فقلت مقالة المتردد * * الله يعلم أن حبي صادق * لبني النبي وللإمام المهتدي * ومن شعره في امرأته الخفيف * مرحبا بالتي تجور علينا * ثم سهلا بالحامل المحمول * * أغلقت بابها علي وقالت * إن خير النساء ذات البعول * * شغلت نفسها علي فراغا * هل سمعتم بالفارغ المشغول * ومنه الوافر * وما طلب المعيشة بالتمني * ولكن ألق دلوك في الدلاء * * تجئك بملئها طورا وطورا * تجيء بحمأة وقليل ماء * * ولا تقعد على كسل تمنى * تحيل على المقادر والقضاء * * وإن مقادر الرحمن تجري * بأرزاق العباد من السماء * ويقال إنه أدب عبيد الله بن زياد وتوفي سنة تسع وستين للهجرة في طاعون الجارف وأخطأ من قال إنه توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز وأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وروى له الجماعة قال الجاحظ أبو الأسود معدود في طبقات الناس وهو في كلها مقدم مأثور عنه في جميعها كان معدودا في التابعين والفقهاء والمحدثين والشعراء والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والنحاة والحاضري الجواب والشيعة والبخلاء والصلع الأشراف والبخر الأشراف وكان أول من أسس علم العربية علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأخذه عنه أبو الأسود وحدث أبو عثمان المازني ما رفعه إلى يحيى بن يعمر الليثي أن أبا الأسود الدؤلي دخل على ابنته بالبصرة فقالت يا أبه ما أشد الحر رفعت أشد فظنها تسأله وتستفهمه منه أي أزمان الحر أشد فقال لها شهرا ناجر فقالت يا أبه إنما أخبرتك ولم أسألك فأتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال يا أمير المؤمنين ذهب لسان العرب لما خالطت العجم ويوشك إن طال عليا الزمان أن تضمحل فقال له وما ذاك فأخبره خبر ابنته فأمر
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»