المغاربة وغيرهم فجرد ابن السلار إليه عسكرا فكسره بدلا من الوجه القبلي وأخذ رأس نجم الدين ابن مصال ودخل به إلى القاهرة على رمح يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة أربع وأربعين وخمس مائة ((سليمان)) 3 (القاضي علم الدين صاحب الديوان)) سليمان بن إبراهيم بن سليمان القاضي علم الدين أبو الربيع المعروف بابن كاتب قراسنقر صاحب الديوان بدمشق كان بها أولا مستوفى الصحبة ثم عزل في أيام الصاحب أمين الدين في سنة خمس وثلاثين فيما أظن ثم باشر نظر البيوت والخاص ثم باشر أيام الأمير سيف الدين قطلوبغا الفخري صحابة الديوان وكان بمصر أولا في زكاة الكارم ثم باشر ديوان الأمير سيف الدين منكلي بغا وكان عند الأمير شمس الدين قراسنقر مكينا خصيصا به وتوجه معه إلى البرية ثم عاد وتوجه إلى مصر وكانت له بالشيخ صدر الدين صحبة أكيدة وبينهما مودة ومنادمة وصحب الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس وغيرهما من فضلاء الديار المصرية ورؤسائها وهو من ذوي المؤوءات يولي الناس الإحسان ويريهم كيف يكون حلاوة اللسان كثير الاحتمال والصفح عزيز التودد والبر وهو جماعة للكتب اقتنى منها بمصر والشام شيئا كثيرا وهو بارع في صناعة الحساب أتتقنها معروفة وقلما كتب الخط المليح الجاري الظريف ودون شعر الشيخ صدر الدين رحمه الله وروى أكثره عنه وجمع مقاطيع ابن النقيب الفقيسي في مدلدين وله يد طولى في النظم وقدرة على الارتجال أنشدني كثيرا من لفظه بديها فيما تقتضيه الحال) وهو نظم سري منسجم عذب التركيب فصيح الألفاظ ما رأيت أسرع من بديهته ولا أطبع من قريحته يكاد لا يتكلم إلا موزونا إذا أراد وكنت أتعجب من مطاوعة النظم له ومع هذا فحديثه بالتركي فصيح قبجاقي سألته عن مولده فقال في يوم الجمعة ثامن عشر المحرم سبع وسبعين وست مائة وتوفي يوم الأحد سابع عشرين جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وسبع مائة بدمشق وأنشدني غالب ما نظمه من لفظه فعما أنشدني من لفظه لنفسه بنحو ما نحاه الشيخ تقي الدين السروجي في أبياته المشهورة وهي تأتي في ترجمته في باب عبد الله من الخفيف * قصة الشوق سر بها يا رسولي * نحو من قربه مناي وسولي * * عند باب الفتوح حارة بها ال * دين تحت الساباط يا رسولي * * فإذا ما خللت تلك المعاني * قف بتلك الطلول غير مطيل *
(٢١١)