الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٥ - الصفحة ١٢٨
صخر يا سعيد ما الذي نصبت هاشما والله ليرجعن إلى دناءة أصله وخشاسة محتده فتضاحك سعيد وتمكن هاشم من خدمة الحرم بأدوية الشحم والحبل وتحسين الألوان وتغزير الشعور فقدمه النساء على سعيد وجمع الأطباء ابن طولون على علته فقالت أم أبي العشائر يا سيدي ما فيهم مثل هاشم فقال أحضريه فلما مثل بين يديه ونظر وجهه قال اعتل الأمير حتى بلغ هذه الغاية لا أحسن الله جزاء من تولى أمره فقال له فما الصواب قال تناول قمحية فيها كذا وكذا وعدد قريبا من مائة عقار فتناولها فأمسك الإسهال فحسن موقعه عنده فقال له إن سعيدا حماني من شهر لقمة عصيدة) وأنا أشتهيها فقال أخطأ سعيد وهي مغرية واها أثر حميد فأمر أحمد فعمل له منها جام واسع فأكل أكثره ونام وقال لسعيد لما أحضره ما تقول في العصيدة فقال ثقيلة على الأعضاء فقال دعني من هذه المخرقة قد أكلتها ونفعتني ما تقول في السفرجل فقال يمص منها على خلة المعدة فلما خرج أكل ابن طولون سفرجلا كثيرا فعصر السفرجل العصيدة فتدافع الإسهال فدعا بسعيد وقال له يا ابن الفاعلة ذكرت أن السفرجل نافع لي وقد عاوني الإسهال فقال هذه العصيدة التي منعتك منها لم تزل مقيمة في الأحشاء لا تطيق هضمها حتى عصرها السفرجل وما أطلقت لك أكله وإنما أشرت بمصه وأنت أكلته للشبع لا للعلاج فقال يا ابن الفاعلة أنت جلست تنادرني وأنت صحيح سوي وأنا عليل مذهب ثم دعا بالسياط وضربه مائتي سوط وطاف به على جمل ونودي عليه هذا جزاء من ائتمن فخان فمات سعيد بعد يومين سنة تسع وتسعين ومائتين 3 (الأزدي البصري)) سعيد بن بشير أبو عبد الرحمن الأزدي مولاهم البصري وقيل الدمشقي قال ابن سعيد كان قدريا وقال الحاكم ليس بالقوي وتوفي سنة ثمان وستين ومائة وروى له الأربعة 3 (الحميري)) سعيد بن جابر الحميري ذكره محمد بن داود بن الجراح الكاتب في أخبار الشعراء وقال قدم بغداد على يزيد خال المهدي وامتدح المنصور وبقي إلى الخلافة المهدي وهو القائل من الطويل * وراح كميت اللون ما لم يشجها * مزاج ولون الورد حين تصفق * * عقار عليها في القناني سكينة * وتنزو إذا صفقت وترقرق * * إذا ذللت في الكأس فالطعم طيب * لذائقها واللون للعين مونق *
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»