الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٣ - الصفحة ٧٢
3 (ابن عبدل الشاعر)) الحكم بن عبدل الأسدي ثم الغاضري الكوفي شاعر مشهور القول مجيد هجاء نفاه ابن الزبير من العراق لما نفى عنها عمال بني أمية وقدم دمشق وكان له من عبد الملك بن مروان موضع وقال ابن ماكولا هو الشاعر الأعرج كوفي مشهور قال غيره قال كان يأتي ابن بشر فيقول له أخمس مائة أحب إليك العام أم ألف في قابل فيقول ألف في قابل وإذا أتاه من قابل قال له ألف أحب إليك العام أم ألفان من قابل فيقول ألفان من قابل قال فلم يزل كذلك حتى مات ابن بشر ولم يعطه شيئا وقال صاحب الأغاني كان أعرج أحدب لا تفارقه العصا فترك الوقوف بباب الملوك وكان يكتب على عصاه حاجته ويبعث بها مع رسوله فلا يحبس له رسول ولا تؤخر له حاجة فقال في ذلك يحيى بن نوفل من الطويل * عصا حكم في الدارأول داخل * ونحن على الأبواب نقصى ونحجب * * وكانت عصا موسى لفرعون آية * فهذي لعمر الله أوهى وأعجب * * تطاع فلا تعصى ويحذر سخطها * ويرغب في المرضاة منها ويرهب * وشاعت هذه الأبيات بالكوفة وضحك منها الناس فكان الحكم يقول ليحيى يا بن الزانية ما أردت من عصاي حين صيرتها ضحكة واجتنب أن يكتب عليها كما كان يفعل أولا وكان له صديق أعمى يدعى أبو علية وكان ابن عبدل قد أقعد فخرجا ليلة من منزلهما إلى منزل بعض إخوانهما والحكم يحمل وأبو علية يقاد فلقيهما صاحب العسس بالكوفة وأخذهما فحبسهما فلما استقرا في الحبس نظر الحكم إلى عصاه موضوعة بجنب عصا أبي علية فضحك وقال من مجزوء الكامل حبسي وحبس أبي علية من أعاجيب الزمان * أعمى يقاد ومقعد * لا الرجل منه ولا اليدان * هذا بلا بصر هناك وبي يخب الحاملان يا من رأى ضب الفلاة قرين حوت في مكان طرفي وطرف أبي علية دهرنا متوافقان) * من يفتخر بجواده * فجوادنا عكازتان * * طرفان لا علفاهما * يشرى ولا يتصاولان *
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»