الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٣ - الصفحة ٣٢٢
الخدمة وجلس على باب خيمة السلطان فسير بعض مماليكه فجاءه من ورائه وضرب رأسه بالسيف فأبانه وأظهر السلطان أنه إنما فعل ذلك انتقاما منه بما فعل في حق الإمام وذلك بعد قتل الإمام بشهر وقيل أن قتلته كانت سنة تسع وعشرين وخمس مائة قيل أنها كانت على باب خوي وقيل على باب تبريز وكان دبيس قد أحس بتغيير السلطان عليه منذ قتل المسترشد وعزم على الهروب مرارا والمنية تثبطه ولما قتل حمل إلى زوجته كهارخاتون ودفن بالمشهد عند صاحب ماردين نجم الدين ايلغازي والد كهارخاتون وتزوج السلطان المذكور ابنة دبيس المذكور وأمها شرف خاتون ابنة عميد الدولة بن فخر الدولة بن جهير وأم شرف خاتون المذكورة زبيدة ابنة الوزير نظام الدين وولي بعد دبيس ابنه بهاء الدولة أبو كامل منصور وكان دبيس وقل من أنجب مثله من أمراء العرب وكان شيعيا مثل والده وقصده بعض الشعراء وهو معتقل وامتدحه بقصيدة ولم يكن بيده شيء يعطيه فدفع له رقعة وفيها مكتوب من البسيط * الجود فعلي ولكن ليس لي مال * وكيف يفعل من بالقرض يحتال * * فهاك خطي إلى أيام ميسرتي * دينا علي فلي في الغيب آمال * فلما أطلق لقيه هذا الشاعر فطالبه بدينه فقال ما أعلم أن لأحد علي دينا فأراه خطه فلما رآه عرفه وقال أي والله دين وأي دين وأعطاه مائة دينار وخلعة 3 (أمير العرب)) دبيس بن علي بن مزيد أبو الأغر الأسدي جد المذكور آنفا كان أمير العرب وله المكانة الرفيعة عند الخلفاء والملوك وفيه أدب وتوفي سنة أربع وسبعين وأربع مائة ومولده سنة أربع وتسعين وثلاث مائة وولي الإمارة سنة ثمان وأربع مائة وقيل أن سنه كان في ذلك) الوقت أربع عشرة سنة ومن شعره من الوافر * حدا الحادي بشعري حين ساروا * وبالأسحار أيقظهم أنيني * * وكنت على فراقهم معينا * لذلك لم أجد صبري معيني *
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 » »»