الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٩ - الصفحة ٢٠٤
((ألترنجان زوجة السلطان طغرلبك)) ((أم أنوشروان)) كانت أم ولد وفيها دين وافر ومعروف ظاهر وتتصدق كثيرا وتفعل البر كثيرا ولها رأي وحزم وعزم وكان السلطان سامعا لها مطيعا والأمور مردودة إلى عقلها ودينها وتوفيت سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة بعلة الاستسقاء في جرجان وحزن السلطان عليها حزنا عظيما وحمل تابوتها معه إلى الري فدفنها بالري ولما احتضرت قالت للسلطان اجتهد في الوصلة بابنة الخليفة لتنال شرف الدنيا والآخرة وأوصت بجميع ما لها لابنه القائم ((إلتطمش أم الملك السعيد)) إلتطمش بنت مقدم الخوارزمية بركة خان والدة الملك السعيد ابن الظاهر بيبرس توفيت بالقاهرة سنة ثلاث وثمانين وستمائة ((ألتمر الأبوبكري)) ألتمر الأمير سيف الدين الأبوبكري أحد أمراء الطبلخانات بدمشق كان شكلا تاما تركي الأصل ساكنا وادعا توفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعينم وسبعمائة هو وولده شهاب الدين أحمد بعده بأيام يسيرة رحمهما الله تعالى ((ألجاي الدوادار الناصري)) ألجاي الأمير سيف الدين الدوادار الناصري كان دوادارا صغيرا مع أرسلان الدوادار فلما توفي أرسلان استقل ألجاي بالدوادارية وجاء منه دوادارا جيدا خبيرا عفيفا نزها خيرا طويل الروح لا يغضب على أحد فيجاهره بسوء بل يكون غيظه كامنا في نفسه وأقام مدة أمير عشرة ولم يعط الطبلخانات إلا فيما بعد قبل موته بسنتين أو ثلاث وأما اسمه فما كتبه أحد أحسن منه وكان يحب الفضلاء ويميل إليهم ويقضي حوائجهم وينامون عنده ويبحثون عنده ويسمع كلامهم ويتعاطى معرفة علوم كثيرة وكان في خطه لا بد أن يؤنث المذكر وكان قد اختص به قاضي القضاة تقي الدين السبكي كثيرا وينام عنده في القلعة أكثر الليالي واقتنى كتبا نفيسة كثيرة وكان يعظم وظيفته ويتبجح بها ولم يشتهر عنه من صغره إلى أن مات إلا الخير وحسن الطريقة وعمر له دارا بالشارع غرم على بوابتها مبلغ مائة ألف درهم ولما نجزت بغض نجاز عمل فيها ختمة واحتفل بها وحضر عنده أهل العلم ولم يمتع بها فإنه مرض بعدها بيسير ولما مرض بالقلعة طلب النزول إلى داره فقبل له في ذلك فقال أنا أدرى بخلق أستاذي قد يكون في خاطره أن يولي الوظيفة لأحد غيري فأنزلوه إلى داره المذكورة بالشارع فتمرض بها مدة ومات رحمه الله في سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة في أوائل رجب فيما أظن وكانت جنازته حافلة بالأمراء وغيرهم وتولى الدوادارية صلاح الدين يوسف الدوادار ووقع الاختلاف بعد موته بمدة يسيرة في تاريخ وفاته بين القاضي شرف الدين ابن الشهاب محمود وبين صلاح الدين الدوادار وأنا حاضر فقلت تقرى نصيبة قبره فقال القاضي شرف الدين والله هذا نقش في حجر فنظمت هذا المعنى وقلت من الطويل
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»