الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٨ - الصفحة ٨٠
وكان مع ذلك عابدا قانتا متهجدا) كثير البكاء والخشوع والأوراد وربما أتاه الأعوان فقالوا إن فلانا ضربناه ضربا عظيما ولم يحمل شيئا وهو عاجز فيبكي ويقول يا سبحان الله قطعتم علي وردي واصلو عليه الضرب ثم يعود إلى ورده ولا يخون في مال الدولة حتى في الشيء اليسير هجم عليه الحمام ثلاثة من الشراة فقطعوه بالسيف ومن شره * إن أعر من طل ومن تهتان * فلأنني فوق السحاب مكاني * * ألفت مزاحمة الكواكب همتي * فبليلها بدد من الشهبان * * سدك التغرب بي فقلت لصاحبي * إن العلى تقصى عن الأوطان * * أوما ترى البيض المؤللة الظبي * ينكسن مهما دمن الأجفان * ومنه قوله من قصيدة مدح بها الوزير أبا علي ابن صدقة * أحببت ريا طامعا في ريها * فكرعت منها في رياض هيام * * قد جرت إذ قسمت منك حظوظنا * أعزز بهذا الجائر القسام * * كل ينازعني دعاوي ودكم * فعلام أفرد في ضني وغرام * * نسبوا بكم ونسبت إلا أنكم * سويتم المنطيق بالتمتام * * وخلطتم سور الكتاب ببعضها * فجعلتم الشعراء في الأنعام * منها * خير الأنام يسوس خير وزارة * في خير أيام لخير إمام * * يا بحر أفسدت العفاة على الورى * هيهات أن يرضوا بصوب غمام * * شاموا بوجهك غير برق خلب * واستمطروا بيديك غير جهام * * لا افتر منك الدست عن عدم ولا * شابت لديك ذوائب الأقلام * وأورد له العماد الكاتب في الخريدة مدائح في عمه العزيز منها قوله * الصب مغلوب على آرائه * فهبوه معشر عاذليه لدائه * * ومتى يرجي اللائمون سلوه * باللوم وهو يزيد في إغرائه * * والعذل كالنفس الضعيف بعثته * يطفي الضرام فجد في إذكائه * * ما كنت أبخل بالفؤاد على لظى * لولا حبيب حل في حوبائه * * ولقد سكنت إلى مصاحبة الضنى * لما حمدت إليه حسن وفائه) * (وسلبت من ظمأ المطامع نطفة * في الوجه قد حبست على إروائه * * أين الخليل فما أرى إلا الذي * إن بر أعقب بره بجفائه * * ولرب خل كان قبل بلوغه * أقصى العلى حدبا على خلطائه *
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»