الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٨ - الصفحة ٥٣
وكان الحكيم المذكور قد أضافه يوما وزاد في خدمته وكان في داره بستان وحمام فأدخله إليهما فقال أبو الفضل المذكور * وافيت منزله فلم أر حاجبا * إلا تلقاني بسن ضاحك * * والبشر في وجه الغلام أمارة * لمقد مات حياء وجه المالك * * ودخلت جنته وزرت جحيمه * فشكرت رضوانا ورأفة مالك * واالعماد الكاتب نسب هذه الأبيات للحكيم المذكور ومن شعر أبي الفضل المذكور * وأهيف ينميه إلى العرب لفظه * وناظره الفتان يعزى إلى الهند * * تجرعت كأس الصبر من رقبائه * لساعة وصل منه أحلى من الشهد * * وهادنت أعماما له وخؤولة * سوى واحد منهم غيور على الخد * * كنقطة مسك أودعت جلنارة * رأيت بها غرس البنفسج في الورد * ومنه أيضا * وافى خيالك فاستعارت مقلتي * من أعين الرقباء غمض مروع * * ما استكملت شفتاي لثم مسلم * منه ولا كفاي ضم مودع * * وأظنهم فطنوا فكل قائل * لو لم يزره خياله لم يهجع * * فانصاع يسرق نفسه فكأنما * طلع الصباح لنا وإن لم يطلع * وتوفي سنة ثماني عشرة وخمسمائة وعمره سبع وأربعون سنة وقال ابن الجوزي سنة اثنتي عشرة 3 (أبو بكر الخزاز)) أحمد بن محمد بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الجراح أبو بكر الخزاز سمع أبا بكر ابن دريد وأبا بكر ابن السراج وأبا بكر ابن الأنباري وروى كثيرا من تصانيفهم ومات سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وكان ثقة حسن الخط والإتقان والضبط فاضلا أديبا كثير الكتب حسن الحال) ظاهر الثروة روى عنه القاضي أبو العلاء الواسطي والصيمري والتنوخي وهلال ابن المحسن وأولاد الصابىء كلهم كثيرا من كتب الأدب قال ياقوت متصلة الرواية إلى الآن وقد روى شيخنا أبو اليمن الكندي من طريقه عدة كتب أدبية قال أبو القاسم التنوخي سمعت ابن الجراح يقول كتبي بعشرة آلاف درهم ودوابي بعشرة آلاف درهم قال التنوخي وكان أحد الفرسان يلبس أداته ويخرج إلى الميدان يطارد الفرسان 3 (ابن كبير)) أحمد بن محمد بن الفضل الأهوازي يعرف بابن كبير صاحب بلاغة
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»