الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٨ - الصفحة ١٢٧
* أحلى الهوى ما تحله التهم * باح به العاشقون أو كتموا * * أغرى المحبين بالأحبة بال * عذل كلام أسماؤها كلم * * سعوا بنا لا سعت بهم قدم * فلا لنا أصلحوا ولا لهم * * ضروا بهجراننا وما انتفعوا * وصدعوا شملنا وما التأموا * * يا رب خذلي من الوشاة إذا * قاموا وقمنا لديك نختصم * ومنه * عدمت دهرا ولدت فيه * كم أشرب المر من بنيه * * ما تعتريني الهموم إلا * من صاحب كنت أصطفيه * * فهل صديق يباع حتى * بمهجتي كنت أشتريه * * وكم عدو رغبت عنه * فعشت حتى رغبت فيه * وكان ابن منير كثيرا ما ينكث ابن القيسراني بأنه ما صحب أحدا قط إلا نكب فاتفق أن أتابك عماد الدين زنكي صاحب الشام غناه مغن على قلعة جعبر وهو يحاصرها قول ابن منير * ويلي من المعرض الغضبان إذ نقل ال * واشي إليه كلاما كله زور * * سلمت فازور يثني قوس حاجبه * كأنني كأس خمر وهو مخمور * فاستحسنهما زنكي وقال لمن هما فقيل لابن منير الطرابلسي وهو بحلب فكتب إلى والي حلب يتجهيزه إليه سريعا فليلة وصل ابن منير قتل أتابك زنكي فرجع ابن المنير إلى حلب) فقال له ابن القيسراني هذه بكل ما كنت تنكثني به وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق حدث الخطيب السديد أبو محمد عبد القاهر بن عبد العزيز خطيب حماة قال رأيت أبا الحسين ابن منير الطرابلسي في النوم بعد موته وأنا على قرنة بستان مرتفعة فسألته عن حاله وقلت له اصعد إلى عندي فقال ما أقدر من رائحتي فقلت تشرب الخمر فقال شرا من الخمر يا خطيب فقلت ما هو قال تدري ما جرى علي من هذه القصائد التي قلتها في مثالب الناس فقلت ما جرى عليك منها فقال لساني قد وثخن وصار مد البصر وكلما قرأت قصيدة منها قد صارت كلابا تتعلق في لساني وأبصرته حافيا عليه ثياب رثة إلى الغاية وسمعت قارئا يقرأ من فوقه لهم من فوقهم ظلل من النار ثم انتبهت مرعوبا وقال أبو الحكم عبد الله المغربي صاحب نهج الوضاعة في ابن منير لما مات * أتوا به فوق أعواد تسير به * وغسلوه بشطي نهر قلوط * * وأسخنوا الماء في قدر مرصصة * وأشعلوا تحتها عيدان بلوط *
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»