* قالوا محا السلطان عنه بعدكم * سمة الفحول وكان قرما صائلا * * قلت اسكتوا فالآن زاد فحولة * لما اغتدى من أنثييه عاطلا * * فالفحل يأنف أن يسمى بعضه * أنثى لذلك جذه مستأصلا * وهو معنى جيد ثم إن ألب رسلان عزله لسبب يطول شرحه وولي نظام الملك وحبس عميد الملك بنيسابور في دار عميد خراسان ثم نقله إلى مرو الروذ وحبسه في دار فيها عيالة ولما أحس بالقتل دخل إلى حجرة وأخرج كفنه وودع عياله وأغلق باب الحجرة واغتسل وصلى ركعتين وأعطى الذي هم بقتله مائة دينار وقال حقي عليك أن تكفنني في هذا الثوب الذي غسلته بماء زمزم وقال لجلاده قل للوزير بئس ما فعلت علمت الأتراك قتل الوزراء وأصحاب الديوان ومن حفر مهواة وقع فيها ومن سن سنة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة فقال الباخرزي مخاطبا للسلطان * وعمك أدناه وأعلى محله * وبوأه من ملكه كنفا رحبا * * قضى كل مولى منكما حق عبده * فخوله الدنيا وخولته العقبى * وقتل سنة ست وخمسين وأربع مائة أورد له ابن الجوزي في المرآة قوله * الموت مر ولكني إذا ظمئت * نفسي إلى العز تستحلي لمشربه * * رياسة باض في رأسي وساوسها * تدور فيه وأخشى أن تدور به * وقوله عندما قتل * إن كان بالناس ضيق عن مزاحمتي * فالموت قد وسع الدنيا على الناس * * قضيت والشامت المغرور يتبعني * إن المنية كأس كلنا حاس *) والعجب أن ألب رسلان ونظام الملك ماتا مقتولين ومن العجائب أن آلات التناسل من الكندري مدفونة بخوارزم ودمه مصبوب بمرو الروذ وجسده مقبور بقرية كندر من طريثيث وجمجمته ودماغه مدفونان بنيسابور وسوأته محشوة بالتبن نقلت إلى كرمان ودفنت هناك وفي ذلك يقول الباخرزي * مفرقا في الأرض أجزاؤه * بين قرى شتى وبلدان * * جب بخوارزم مذاكيره * طغرل ذاك الملك الفاني * * ومص مرو الروذ من جيده * معصفرا يخضبها قان * * والشخص في كندر مستبطن * وراء أرماس وأكفان * * ورأسه طار فلهفي على * مجثمه في خير جثمان * * فلوا بنيسابور مضمونه * وقحفه الخالي بكرمان * * والحكم للجبار فيما مضى * وكل يوم هو في شان *
(٥٠)