الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٥ - الصفحة ٤٣
أمور الناس فقال لوالده إنه يوم غير مبارك يعني من جهة النجوم فقال صدقت ولكن على أبيك وأما عليك فمبارك بالسلطنة ولم يخلف أحد من الملوك السلجوقية ما خلفه من الذخائر والأموال والدواب وغير ذلك 3 (ابن مملاذ الكاتب)) محمد بن مملاذ بن بيكامذ بن علي بن منوجهر التبريزي أبو الفضل الكاتب توفي ببغداذ سنة ثلاث وأربعين وست مائة وكان سريع الكتابة والإنشاء ذكر أنه كتب في يوم واحد ستة عشر كراسا قطع الثمن وكان ينشئ الرسالة معكوسة يبدأ بالحمدلة ويختم بالبسملة ومات في عشر السبعين قال ابن النجار قرأ الأدب وجالس العلماء وأكثر مطالعة الكتب في السير وأخبار الملوك وعانى الكتابة والإنشاء وله في ذلك كتب مدونة وهو متدين حسن الطريقة أورد له من شعره * فلو كان لي حظ من الحجر والنهى * كفاني بكف الزجر أن أطلب الحدا * * ولكن عقلي في اعتقال صبابتي * سيجعل لي في كل جارحة وجدا * ومنه يصف مكاتبة * يود أخو إياد لو وعاها * ويسحب ذيله سحبان ذلا * * وتحسبها شمالا وهي تسري * لتجمع من شمول الراح شملا * * ولو كحلت عيون العين منها * لأبقت في العيون النجل كحلا * 3 (الشاعر)) محمد بن مناذر أبو ذريح وقيل أبو عبد الله الشاعر البصري مولى عبد الله بن أبي بكرة مدح المهدي وغيره وكان فصيحا قدم بغداذ وتنسك ثم عاد إلى البصرة فابتلي بمحبة بن عبد الوهاب الثقفي فسقط فمات فرثاه ابن مناذر ومات بعده بيسير سنة ثمان وتسعين ومائة قال الثوري سألت أبا عبيدة عن اليوم الثاني من أيام النحر ما كانت العرب تسميه فقال لا أعلم فلقيت ابن مناذر فأخبرته فقال أخفي هذا على أبي عبيدة هذه أيام متواليات كلها على حرف الراء فالأول يوم النحر والثاني يوم القر والثالث يوم النفر والرابع يوم الصدر قال فلقيت أبا عبيدة فأخبرته فكتبه عني عن محمد بن مناذر أسند ابن مناذر عن شعبة وعن ابن عيينة) وغيرهما وقد أسقط يحيى بن معين روايته قال وكان صاحب شعر لا صاحب حديث كان يتعشق عبد المجيد ويقول فيه الشعر ويشبب بنساء ثقيف فطردوه من البصرة فخرج إلى مكة وكان يرسل العقارب في المسجد الحرام حتى تلسع الناس ويصب المداد في الليل بالأماكن التي
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»