الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٥ - الصفحة ٢٢٣
واو الوصية والوديعة والوكالة والوقوف 3 (الفاشوشة الكتبي)) إبراهيم بن أبي بكر بن عبد العزيز شمس الدين الجزري الكتبي المعروف بالفاشوشة ولد سنة اثنتين وست مائة كان يذكر أنه سمع من فخر الدين ابن تيمية وتوفي سنة سبع مائة وكان تاجرا بسوق الكتب بدمشق له فيها دكان كبير وكتب كثيرة وخبرة تامة بالكتب يقال إنه لما احترقت اللبادين احترق له خمسة آلاف مجلد ولم يبق له غير الكتب التي كانت عند الناس في العرض أو في العارية وكان يترفض قيل إنه جاء إليه إنسان في بعض الأيام وقال له هل عندك كتاب فضائل يزيد عليه السلام فقال نعم ودخل إلى الدكان وخرج وفي يده جراب عتيق وجعل يضربه على رأسه ويقول العجب كونك ما قلت صلى الله عليه وسلم 3 (الأمير مجير الدين الكردي)) إبراهيم بن أبي بكر بن أبي زكري الأمير مجير الدين كان من أعيان الأمراء الأكابر الأكراد كان جوادا ممدحا من بيت كبير خدم الصالح أيوب وهو بالمشرق وقدم معه الشام واعتقله الصالح إسماعيل لما أمسك الصالح أيوب بالكرك وأفرج عنه واستمر في خدمة الصالح أيوب بمصر إلى أن توفي الصالح وقتل ولده المعظم ثم اتصل بخدمة الناصر) صاحب الشام وحج بالناس سنة ثلاث وخمسين وفعل من المعروف ما اشتهر ذكره ثم أمسك هو والأمير نور الدين علي بن الشجاع الأكتع لما ضرب البحرية وعسكر المغيث مصافا مع عسكر الناصر ثم أفرج عنهما لما وقع الصلح وجعله الناصر بنابلس مقيما وعنده عسكر فقدم عليه جمع عظيم من التتار فهاجموا نابلس وتلقاهم بوجهه وقاتلهم قتالا شديدا وقتل منهم بيده جماعة فاستشهد ذلك اليوم سنة ثمان وخمسين وست مائة وكان حسنة من حسنات الدهر يحفظ شعرا كثيرا كثير المخاطبة كثير المحاضرة كريم العشرة كثير البر للفقراء والأغنياء ومن شعره أورده قطب الدين اليونيني في ذيله على مرآة الزمان * جعل العتاب إلى الصدود سبيلا * لما رأى سقمي عليه دليلا * * وظللت أورده حديث مدامعي * عن شرح جفني مسندا منقولا * ومنه * قضى البارق النجدي في ساعة اللمح * بفيض دموعي إذ تراءى على السفح * * ذبحت الكرى ما بين جفني وناظري * فمحمر دمعي الآن من ذلك الذبح * 3 (ابن كاتب قيصر النصراني)) إبراهيم بن أبي الثناء علم الملك عرف بابن كاتب قيصر
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»