أفرج عنه وجهز إلى دمشق أميرا على اقطاع الطرخاني فحضر إليها في نصف شعبان سنة ثمان وأربعين وسبع ماية ولم يزل على حاله بدمشق إلى أن حضر دوادار والده وهو سيف الدين قطلو بوغا في البريد من مصر) بطلبه إلى الديار المصرية وذلك في سابع شهر ربيع الأول سنة خمسين وسبع ماية الأخشيد صاحب مصر محمد بن طغج بن جف بن يلتكين ابن فوران الأخشيد أبو بكر التركي الفرغاني صاحب مصر روى عن عمه ولي ديار مصر سنة إحدى وعشرين وثلث ماية ولقب الأخشيد ثم ولي دمشق الحرمين والجزيرة وغير ذلك من قبل الراضي سنة ثلث وعشرين وذلك مضافا إلى مصر والأخشيد بلسان الفرغانيين ملك الملوك وطغج يعني عبد الرحمن وأصله من أولاد ملوك فرغانة وجف من الترك الذين حملوا للمعتصم فبالغ في إكرامه وتوفي جف سنة سبع وأربعين ومأتين واتصل ابنه طغج بابن طولون وصار من أكبر القواد ولما قتل خمارويه سار طغج إلى المكتفي فأكرم مورده ثم بدا منه تكبر على الوزير فحبس هو وابنه فمات طغج في الحبس وأخرج محمد بعد مدة وجرت له أمور يطول شرحها وكان ملكا مطاعا شجاعا لا يقدر أحد يجر قوسه حازما حسن التدبير مكرما للجند وهو أستاذ كافور توفي بدمشق سنة أربع وثلاثين وقيل خمس وثلث ماية وحمل إلى القدس وقد مدح أبو الطيب أبا محمد الحسن بن عبيد الله بن طغج ابن جف وهو ابن عم الأخشيد بقصيدته التي أولها * أنا لا يمي إن كنت وقت اللوايم * علمت بما بي بين تلك المعالم * منها * حمته على الأعداء من كل جانب * سيوف بني طغج بن جف القماقم * * ولولا احتقار الأسد شبهتها بهم * ولكنها معدودة في البهايم * * كريم نفضت الناس لما بلغته * كأنهم ما جف من زاد قادم * * وكان سروري لا يفي بندامتي * على تركه في عمري المتقادم * كان جيشه قد احتوى على احتوى أربع ماية ألف رجل وكان له ثمانية آلاف مملوك يحرسومه بالنوبة كل يوم ألف ويوكل الخدم بجوانب خيمته ثم لا يثق بأحد حتى يمضى إلى خيم الفراشين فينام فيها المحدث الدمشقي محمد بن طغريل الصيرفي في المحدث الفاضل المخرج مفيد
(١٤٢)